عن] (١) النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : إنّما مثلكم ومثل اليهود والنصارى قبلكم كرجل استأجر عمّالا فقال : من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط ، فعملت اليهود إلى نصف النهار. ثمّ قال : من يعمل من نصف النهار إلى العصر على قيراط قيراط ، فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط. ثمّ قال : من يعمل لي من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين قيراطين. ألا وأنتم أصحاب القيراطين ، ألا فلكم الأجر مرّتين. فغضبت اليهود والنصارى فقالوا : نحن أكثر عملا وأقلّ أجرا. قال : فهل ظلمتكم من حقّكم شيئا. قالوا : لا. قال : فهو فضلي أوتيه من أشاء (٢).
قالت العلماء : فالنهار في هذا اثنتا عشرة ساعة. وكانت لليهود ستّ ساعات إلى نصف النهار. ثمّ كانت للنصارى من بعدها أربع ساعات من نصف النهار إلى صلاة العصر. ولأمّة محمّد عليهالسلام ساعتان من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس.
ذكروا عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّما آجالكم في آجال من مضى قبلكم كما بين صلاة العسر إلى أن تغيب الشمس (٣).
ذكروا عن الحسن أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوما من آخر النهار حين صارت الشمس على سعف النخيل وعلى شرف المسجد : إنّما بقي من زمانكم هذا فيما مضى منه كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه. ذكروا عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال : وقفت مع النبيّ عليهالسلام عشيّة عرفة حتّى إذا تدلّت الشمس إلى الغروب واصفرّت وعادت كالورس قال : إنّما بقي من الدنيا فيما مضى كما بقي من شمس يومنا هذا.
قال : (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٢٩) : فلا أعظم منه ولا أجلّ سبحانه.
__________________
(١) زيادة لا بدّ منها.
(٢) حديث صحيح ، أخرجه البخاريّ في أبواب كثيرة من صحيحه ، منها في كتاب الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، وفي كتاب الإجارة ، باب الإجارة إلى نصف النهار. وأخرجه الترمذيّ في سننه ، في أبواب الأمثال. باب ما جاء في مثل ابن آدم وأجله وأمله ، كلاهما يرويه من حديث ابن عمر. وقال الترمذيّ : هذا حديث حسن صحيح.
(٣) هذا أوّل حديث ابن عمر السابق.