ذكروا عن عليّ قال : البيت المعمور. الضّراح فوق ستّ سماوات ودون السابعة.
ذكر بعضهم قال : قال الله يا آدم أهبط معك بيتي يطاف حوله كما يطاف على عرشي ، فحجّه آدم ومن بعده من المؤمنين. فلمّا كان زمان الطوفان ، زمان أغرق الله قوم نوح ، رفعه الله وطهّره من أن تصيبه عقوبة أهل الأرض فصار معمورا في السماء ، فتتبّع إبراهيم الأساس فبناه على أسّ قديم كان قبله.
قال عزوجل : (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) (٥) : يعني السماء ، بينها وبين الأرض مسيرة خمسمائة عام.
قال تعالى : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) (٦) : أي الفائض. أي : يفيض يوم القيامة على الأرض فتسعه الأرضون ، فتكون لجج البحار ورؤوس الجبال سواء. وقال الحسن : يسجر كما يسجر التنّور. وقال مجاهد : (الْمَسْجُورِ) : الموقد (١) ، وهو مثل قول الحسن. وبلغنا أنّ البحر موضع جهنّم. ذكروا عن أبي صالح عن عليّ قال : البحر المسجور في السماء.
قال تعالى : (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ) (٧) : أقسم بهذا كلّه ، من قوله : (وَالطُّورِ ..). إلى هذا الموضع : (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ) ، أي : بالمشركين.
(ما لَهُ) : أي ما للعذاب (مِنْ دافِعٍ) (٨) : أي يدفعه من الله.
(يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً) (٩) : فيها تقديم ؛ أي : إنّ عذاب ربّك لواقع يوم تمور السماء مورا ، أي : تتحرّك السماء تحرّكا. (وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً) (١٠) : وقال في آية أخرى : (وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ). [التكوير : ٣].
قال : (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ) (١٢) : وخوضهم التكذيب. (يَوْمَ يُدَعُّونَ) : أي يدفعون (إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) (١٣) : أي دفعا (هذِهِ النَّارُ) : أي يقال لهم : هذه النار (الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) (١٤) : أي في الدنيا ، أي : إنّها لا تكون.
__________________
(١) من معاني السجر الملء ، والمسجور المملوء. وقد جمع الإمام عليّ بين المعنيين فقال : «المملوء نارا». وانظر اللسان (سجر).