صلىاللهعليهوسلم وأصحابه حلقوا رؤوسهم يوم الحديبيّة إلّا عثمان وأبا قتادة ، فاستغفر رسول الله صلىاللهعليهوسلم للمحلّقين ثلاثا وللمقصّرين واحدة.
ذكروا عن نافع عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : يغفر الله للمحلّقين ، يغفر الله للمحلّقين. قالوا : والمقصّرين ، قال : وللمقصّرين (١).
قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ) : الإسلام (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٢٨) : تفسير الحسن : حتّى يحكم على أهل الأديان.
ذكروا عن المقداد بن الأسود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا يبقى أهل بيت مدر ولا وبر إلّا أدخله الله كلمة الإسلام ، يعزّ عزيزا ويذلّ ذليلا ، إمّا أن يعزّهم فيكونوا من أهلها ، وإمّا أن يذلّهم فيدينوا لها (٢). وتفسير ابن عبّاس : حتّى يظهر النبيّ عليهالسلام على الدين كلّه ، أي : على شرائع الدين كلّها ؛ فلم يقبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتّى أتمّ الله ذلك.
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الأنبياء إخوة لعلّات ، أمّهاتهم شتّى ودينهم واحد. وأنا أولى الناس بعيسى لأنّه ليس بيني وبينه نبيّ ، وإنّه نازل لا محالة ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنّه مربوع الخلق ، بين ممصرتين ، إلى الحمرة والبياض ، سبط الرأس ، كأنّ رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، فيدقّ الصليب ويقتل الخنزير ، ويقاتل الناس على الإسلام ، فيهلك الله في زمانه الملل كلّها غير الإسلام ، حتّى تقع الأمانة في الأرض ، وحتّى ترتع الأسد مع الإبل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الغلمان بالحيّات لا يضرّ بعضهم بعضا (٣).
__________________
ـ التصحيح.
(١) حديث متّفق عليه ؛ أخرجه البخاريّ في كتاب الحجّ ، باب الحلق والتقصير عند الإحلال ، عن ابن عمر بلفظ : «اللهمّ ارحم المحلّقين ...» وأخرجه من حديث أبي هريرة بلفظ : «اللهمّ اغفر للمحلّقين ...». وأخرجه مسلم في كتاب الحجّ ، باب تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير عن ابن عمر وعن أبي هريرة (رقم ١٣٠١ ـ ١٣٠٢).
(٢) انظر الإشارة إليه فيما مضى ، ج ٢ ، تفسير الآية ٣٣ من سورة التوبة.
(٣) حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه مختصرا في باب الفضائل ، باب فضائل عيسى عليهالسلام ـ