أُوتِيَ مُوسى).
قال الله : (أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا) يعنون موسى ومحمّدا ؛ وقال سعيد بن جبير : يعنون موسى وهارون. (وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ) (٤٨) قال الله : (قُلْ) يا محمّد (فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٤٩) [القصص : ٤٨ ـ ٤٩].
قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ) : أي المشركون (مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ) : أي يوم القيامة (يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) : وهم السفلة (لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) : وهم الرؤساء والقادة في الشرك (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) (٣١).
(قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) : وهم الأتباع (أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ) : على الاستفهام (عَنِ الْهُدى) : أي عن الإيمان (بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ) (٣٢) : أي مشركين.
(وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) : أي بل مكركم بالليل والنهار ، أي : كيدكم وكفركم ، في تفسير الحسن. وتفسير الكلبيّ : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) أي : بل قولكم لنا بالليل والنهار (١) (إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً) : أي أعدالا ، يعني أوثانهم ، عدلوها بالله فعبدوها من دونه. قال الله : (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ) : في أنفسهم يوم القيامة (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ) : على الاستفهام (إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٣٣) : أي إنّهم لا يجزون إلّا ما كانوا يعملون.
قوله عزوجل : (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ) : أي من نبيّ ينذرهم عذاب الدنيا وعذاب الآخرة (إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها) : أي جبابرتها وعظماؤها ، في تفسير بعضهم. والمترفون أهل
__________________
(١) قال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٣٦٣ : «وقوله : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) المكر ليس للّيل ولا للنهار. إنّما المعنى : بل مكركم بالليل والنهار. وقد يجوز أن نضيف الفعل إلى الليل والنهار ، ويكونا كالفاعلين ، لأنّ العرب تقول : نهارك صائم ، وليلك نائم ، ثمّ نضيف الفعل إلى الليل والنهار ، وهو في المعنى للآدميّين ، كما تقول : نام ليلك ، وعزم الأمر ، إنّما عزمه القوم. فهذا ممّا يعرف معناه ، فتوسّع به العرب».