(وَتَماثِيلَ) وهي الصور. وفي تفسير الحسن : إنّها لم تكن يومئذ محرّمة. وتفسير مجاهد : إنّها تماثيل من نحاس.
قال : (وَجِفانٍ كَالْجَوابِ) : أي كالحياض (١) في تفسير الحسن. (وَقُدُورٍ راسِياتٍ) : أي ثابتات في الأرض عظام تنقر من الجبال بأثافيها فلا تحول عن أماكنها.
ذكروا أنّ سليمان أمر ببناء بيت المقدس فقالوا له : زوبعة الشيطان له عين في جزيرة في البحر يردها في كلّ سبعة أيّام يوما. فأتوها فنزحوها ، ثمّ صبّوا فيها خمرا. فجاء لورده ، فلمّا أبصر الخمر قال في كلام له : ما علمت أنّك إذا شربك صاحبك يظهر عليه عدوّه ، في أساجيع له ؛ لا أذوقك اليوم ، فذهب. ثمّ رجع لظمء آخر ، فلمّا رآها كما كانت قال كما قال أوّل مرّة. ثمّ ذهب فلم يشرب ، حتّى جاء لظمء آخر لإحدى وعشرين ليلة ، فقال : ما علمت أنّك لتذهبين الهمّ ، في سجع له ، فشرب منها فسكر. فجاءوا إليه فأروه خاتم السخرة. فانطلق معهم إلى سليمان ، فأمرهم بالبناء فقال زوبعة : دلّوني على بيض الهدهد. فدلّ على عشّه. فانطلق فجاء بالماس الذي يثقب به الياقوت ، فوضعه عليه فقطّ الزجاجة نصفين ، ثمّ انطلق ليأخذه فأزعجوه ، فجاءوا بالماس إلى سليمان ، فجعلوا يستعرضون الجبال العظيمة كأنّما يخطون في نواحيها ، أي : في نواحي الجبال ، في طين.
قال تعالى : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً) : أي إيمانا (٢). قال بعضهم : لّما نزلت لم يزل إنسان منهم قائما يصلّي.
قال : (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) (١٣) : أي أقلّ الناس المؤمن.
قال : (فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ) : أي فلمّا أنزلنا عليه الموت (ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ) : وهي الأرضة (تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ) : والمنساة : العصا ، وهي بالحبشيّة (٣).
__________________
(١) أصل الجابية : الحوض الذي يجبى ، أي : يجمع فيه الماء للإبل.
(٢) كذا في ب وع : «إيمانا» ، وفي سح وز : «أي : توحيدا».
(٣) ذكر الطبريّ عن السدّيّ أن أصل الكلمة حبشيّ ، والحقّ أنّ الكلمة عربيّة صريحة مشتقّة من نسأت الغنم أي : سقته. قال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٣٥٦ : «وهي العصا العظيمة التي تكون مع الراعي ، أخذت من نسأت البعير ، زجرته ليزداد سيره». وانظر مجاز أبي عبيدة ، ج ٢ ص ١٤٥ ، تجد تحقيقا وافيا للكلمة ـ