قوله : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ) : أي ضعفا على ضعف في تفسير الحسن. وقال ابن مجاهد عن أبيه : هي المرأة وضعفها. وقال بعضهم : جهدا على جهد. وقال بعضهم عن مجاهد : وهن الولد على وهن الوالدة (١) ؛ والوهن : الضعف.
قال : (وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) : أي وفطامه في عامين. ذكر عمرو عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا رضاع بعد الفطام (٢). ذكر عن ابن عمر وابن عبّاس أنّهما كانا لا يريان الرضاع بعد الحولين شيئا.
قوله : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (١٤) : أي البعث.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ رضى الربّ مع رضى الوالد ، وسخط الربّ مع سخط الوالد (٣).
ذكروا عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من أصبح بارّا بوالديه أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنّة ، وإن كان واحدا فواحد ، وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه (٤).
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ فوق كلّ برّ برّا حتّى إنّ الرجل ليهريق دمه لله ، وإنّ فوق كلّ فجور فجورا حتّى إنّ الرجل ليعقّ والديه (٥).
قوله : (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) : أي إنّك تعلم أنّي ليس لي شريك ، يعني المؤمن. قال : (فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ) : أي طريق من أناب إليّ ، أي : أقبل إليّ بقلبه مخلصا ، يعني النبيّ عليهالسلام
__________________
(١) في ع وب وفي سح : «على وهن الوالد» ، وأثبتّ التصحيح من تفسير الطبريّ ، ج ٢١ ص ٦٩. وفي مخطوطة سح ورقة ٧٩ عبارة أخرى لابن مجاهد عن أبيه : «الولد وهن الوالدة وضعفها».
(٢) رواه أبو داود الطيالسيّ في مسنده عن جابر بن عبد الله ولفظه : «لا رضاع بعد فصال ، ولا يتم بعد احتلام».
(٣) رواه الترمذيّ عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا ، وأخرجه موقوفا. وقال الترمذيّ : وهذا أصحّ ، أي : الموقوف أصحّ من المرفوع ، وأخرجه ابن حبّان أيضا عن عبد الله بن عمرو موقوفا.
(٤) انظر ما سلف ، ج ٢ ، تفسير الآية ٢٥ من سورة الإسراء.
(٥) أخرجه يحيى بن سلّام عن خالد عن الحسن مرسلا ، ولم أجده في مصادر أخرى.