الجنّة ، ولم تكن لهم سيّئات فيكونوا من أهل النار (١).
ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كلّ مولود يولد على الفطرة حتّى يعرب عنه لسانه. فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه. قيل : يا رسول الله ، فالذي يموت صغيرا؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين (٢).
ذكروا عن الحسن قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من في الجنّة؟ فقال : النبيّون (٣) في الجنّة ، والمولود في الجنّة ، والشهيد في الجنّة ، والموءودة في الجنّة.
ذكروا عن الحسن قال : أربعة يرجون العذر يوم القيامة : من مات قبل الإسلام ، ومن أدركه الإسلام وهو هرم قد ذهب عقله ، ومن ولدته أمّه لا يسمع الصوت ، والذي يتخبّطه الشيطان من المسّ. فكلّ هؤلاء يرجون العذر يوم القيامة. قال : فيرسل الله إليهم رسولا ، فيوقد لهم نارا ، فيأمرهم أن يقعوا فيها ، فمن بين واقع ومن بين هارب. قال بعضهم : وبلغنا أنّ من واقعها نجا ، ومن لم يواقعها دخل النار. وقال بعضهم : نرى أنّ الذين ينجون من ولدته أمّه لا يسمع الصوت ، والذي يتخبّطه الشيطان من المسّ لهما عذر ، والاثنان الآخران ليس لهما عذر : الذي مات قبل الإسلام ، ومن أدرك الإسلام وقد ذهب عقله ؛ لأنّهما قد لقيا الحجّة من الأنبياء ؛ من عيسى أو من غيره من قبله. قال الله : (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ (٦٩) فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ) (٧٠) [الصافّات : ٦٩ ـ ٧٠]. وقول الحسن في هذا متروك لا يؤخذ به ولا يذهب إليه المسلمون (٤).
__________________
(١) اقرأ في هذا الموضوع تحقيقا مهمّا وتلخيصا لأقوال العلماء في هذا الموضوع أوردهما البغويّ في شرح السنّة ، ج ١ ص ١٥٣ ـ ١٦٢ ، باب أطفال المشركين.
(٢) حديث متّفق عليه ، أخرجه البخاريّ في الجنائز ، باب إذا أسلم الصبيّ فمات هل يصلّى عليه ، وفي باب ما قيل في أولاد المشركين ، وأخرجه مسلم في كتاب القدر ، باب معنى : كلّ مولود يولد على الفطرة ، وحكم موت أطفال الكفّار وأطفال المسلمين ، عن أبي هريرة (رقم ٢٦٥٨).
(٣) كذا في ب وع : «النبيّون في الجنّة» ، وفي سح وسع جاء اللفظ بالإفراد : «النبيّ» وهو الصحيح. والحديث صحيح أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه أبو داود في سننه في كتاب الجهاد ، باب في فضل الشهادة (رقم ٢٥٢١) عن حسناء بنت معاوية الصريميّة عن عمّها أسلم بن سليم قال : قلت للنبيّ صلىاللهعليهوسلم : من في الجنّة؟ قال : النبي صلىاللهعليهوسلم في الجنّة».
(٤) هذه الجملة الأخيرة لم ترد إلّا في ب وع ، وهي من كلام الشيخ هود ولا شكّ.