فلمّا مضت ثلاث سنين قال المشركون : قد مضى الوقت ، وقال المسلمون : هذا قول ربّنا ، وتبليغ نبيّنا ، والبضع ما بين الثلاث إلى التّسع (١) ما لم يبلغ العشر ، والموعود كائن.
فلمّا كان تمام سبع سنين ظهرت الروم على فارس ، وكان الله وعد المؤمنين إذا غلبت الروم فارس أظهرهم الله على المشركين ، فظهرت الروم على فارس والمؤمنون على المشركين في يوم واحد ، وهو يوم بدر ، وفرح المسلمون بذلك ، وصدق الله قولهم وقول رسوله ، وهو قوله : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ). قال : (وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٦). ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إذا مات كسرى فلا كسرى بعده وإذا مات قيصر فلا قيصر بعده (٢). يعني ملك الروم بالشام.
ذكروا عن عتبة بن نافع أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : تقاتلون جزيرة العرب فيفتح الله عليكم وتقاتلون الدجّال فيفتح الله عليكم (٣) فكان عتبة بن نافع يحلف بالله لا يخرج الدجّال حتّى تفتح الروم.
قال : (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا) : أي حين نتاجهم وحين زروعهم وحصادهم (٤) وتجارتهم. بعض هذا تفسير الحسن وبعضه تفسير الكلبيّ.
ذكروا عن موسى بن عليّ عن أبيه قال : كنت عند عمرو بن العاص بالإسكندريّة إذ قال رجل من القوم : زعم جسطال (٥) هذه المدينة أنّ القمر يخسف به الليلة ، فقال رجل : كذب هذا ،
__________________
ـ «... إنّما البضع ما بين الثلاث إلى التسع ، فزايده في الخطر ، ومادّه في الأجل».
(١) في ب وع : «البضع ما بين الثلاث إلى السبع» ، والصواب ما جاء في سع وسح : «إلى التسع».
(٢) حديث متّفق عليه ، انظر تخريجه فيما سلف ، ج ١ ، تفسير الآية ٢٧ من سورة آل عمران. والجملة الأخيرة من يحيى بن سلّام كما في سح.
(٣) كذا في ب وق ، وفي سح ورقة ٨١ ورد الحديث أوفى بالسند التالي : «وحدّثني شريك بن عبد الله عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن عتبة بن نافع قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : تقاتلون فارس فيفتح الله عليكم ، وتقاتلون جزيرة العرب فيفتح الله عليكم ، وتقاتلون الروم فيفتح الله عليكم ، وتقاتلون الدجال فيفتح الله عليكم ...».
(٤) في ب وع : «وصناعتهم بل : وحصادهم» ، وأثبتّ ما رأيته مناسبا كما وردت الكلمة في سع وسح.
(٥) وردت هذه اللفظة في ع هكذا : «جسطلل» ، وفي سح : «جسطال» ، وعلى الهامش : «الحاسب» كأنّه شرح ـ