عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) (٢٢) موسى يقوله لفرعون ، أراد ألّا يسوّغ ، أي : ألّا يجوّز عدوّ الله ما امتنّ به عليه ، فقال : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) (٢٢) واتّخذت قومي عبيدا وكانوا أحرارا ، وأخذت أموالهم فأنفقت عليّ من أموالهم وربّيتني بها ، فأنا أحقّ بأموال قومي منك.
(قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) (٢٣).
(قالَ) موسى : (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٢٤) قالَ) فرعون (لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ) (٢٥) : أي إلى ما يقول.
(قالَ) موسى : (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (٢٦) جوابا لقوله في أوّل الكلام : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) قالَ فرعون (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) (٢٧).
(قالَ) موسى : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (٢٨) وهذا تبع للكلام الأوّل : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ).
(قالَ) فرعون : (لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) (٢٩) : أي من المخلّدين في السجن (١).
قالَ له موسى : (أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) (٣٠) : أي بيّن. (قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣١) فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) (٣٢) : أي حيّة أشعر ذكر ، تكاد تسترط فرعون عدوّ الله ؛ غرزت ذنبها في الأرض ورفعت صدرها ورأسها ، وأهوت إلى عدوّ الله لتأخذه ؛ فجعل يميل ويقول : خذها يا موسى ، خذها. فأخذها موسى. قال : (وَنَزَعَ يَدَهُ) : أي أدخل يده في جيب قميصه ، ثمّ أخرجها فهو قوله : (وَنَزَعَ يَدَهُ) أي : أخرج يده. (فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) (٣٣) تعشى البصر من بياضها. قال الحسن : أخرجها والله كأنّها مصباح.
(قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ) فرعون يقوله (إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ) (٣٤) : أي بالسحر. (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ) (٣٥).
__________________
(١) كذا في ب وع ، وفي سع وسح : «لأخلّدنّك في السجن».