واليهود قد انكسروا وأجلى النبي صلىاللهعليهوآله قسماً منهم من الجزيرة ، ولم تبق لهم قوة عسكرية تذكر .. ومكائدهم وخططهم مهما كانت قويةً وخبيثةً ، فلا حظَّ لها في النجاح إلا .. بواسطة الصحابة ..
وزعماء قريش ، مع أنهم يملكون جمهور قبائل قريش ، فهم لا يستطيعون أن يدعوا حقاً في قيادة الدولة بعد النبي صلىاللهعليهوآله لأنهم كلهم طلقاؤه ، يعني كان للنبي صلىاللهعليهوآله الحق في أن يقتلهم ، أو يتخذهم عبيداً ، فاتخذهم عبيداً وأطلقهم .. فلا طريق لهم للقيادة إلا بواسطة العدد الضئيل من الصحابة ، من القرشيين المهاجرين ..
وبذلك يتضح أن تحذيره صلىاللهعليهوآله من الصراع بعده على السلطة ، ينحصر بالصحابة المهاجرين ، ثم بالأنصار فقط .. وفقط !!
وهنا يأتي دور التحذير المباشر ، الذي لا ينقصه إلا الأسماء الصريحة .. وقد جاء هذا الإعلان النبوي على شكل لوحةٍ من الغيب ، عن النتيجة والمصير الذي يمشي اليه هؤلاء الصحابة المنحرفون المحرِّفون !
لوحةٌ أخبره بها جبرئيل عليهالسلام عن الله تعالى ، يومَ يجعل الله محمداً صلىاللهعليهوآله رئيس المحشر ، ويعطيه جبرئيل لواء الحمد ، فيدفعه النبي الى علي بن أبي طالب ، فهو حامل لوائه في الدنيا والآخرة ، ويكون جميع أهل المحشر تحت قيادة محمد صلىاللهعليهوآله .. ويفتخر به آدم عليهالسلام ، حتى يدعى أبا محمد .. صلىاللهعليهوآله .
ويعطي الله تعالى رسوله الشفاعة وحوض الكوثر ، فيفد عليه الوافدون من الأمم فيشفع لهم ويعطيهم بطاقة للشرب من حوض الكوثر ، ليتغير بذلك الكأس تركيبهم الفيزيائي ، وتصلح أجسادهم لدخول الجنة ، والخلود في نعيمها ..
وعندما يفد عليه أصحابه تحدث المفاجأة :
يأتي النداء الإلۤهي بمنع النبي صلىاللهعليهوآله من الشفاعة لهم ، ومنعهم من ورود الحوض ، ويؤمر ملائكة العذاب بأخذهم الى جهنم !!
هذا هو مستقبل هؤلاء الصحابة على لسان أصدق الخلق !!