ومضروب فان ضرب بمادته قيل يدل على المادة وبهيئته وهي فعل على وقوع الفعل في الزمن الماضي وكذلك يضرب وضارب ومضروب فالأوّل بالهيئة يدل على المستقبل والثاني على صدور الفعل والثالث على وقوع الفعل وهذا هو الذي قد ورثوه من قدماء النحويين ولذا جعلوا في حيص وبيص من جهة ان الذات هل كانت داخلة في اسم الفاعل والمفعول أم خارجة ولكن لا وجه لما قالوه فان الوضع قسم واحد وهو وضع الجوامد وكل ما توهموه يكون وضعه قياسيا يكون عندنا سماعيا فان القائم وضع جامد اللذات الملفوفة والمحفوفة بالمبدإ والضارب كذلك ولا يكون لنا ذات وهيئة ونسبة بل هذا مثل وضع رجل للذّات المعروفة والشاهد على ذلك أنك ترى ان بعض الأفعال لا ماضي له مثل قولهم مات ماضي يذر ويدع ولا يكون على هذا ذات هي المبدأ وهيئة حتى نتفحص عن النسبة بينهما وبذلك نكون في راحة من جملة من المباحث التي تعرض لها القائلين بذلك.
فصل في أقسام الوضع
أقسام الوضع باعتبار الموضوع له أربعة فان الوضع اما عام والموضوع له كذلك واما ان يكون خاصا والموضوع له كذلك أو يكون الوضع عاما والموضوع له خاصا أو بالعكس هذه هي الأقسام المتصورة اما مثال الأول فقيل مثل وضع الإنسان للمعنى العام القابل للانطباق على كثيرين مثل زيد وعمرو وبكر وغيرهم والثاني مثل وضع لفظ زيد لشخص خارجي واما الثالث فقد زاده الفقهاء رضوان الله عليهم مثل جعل لفظ هذا الموضوع المفرد المذكر المستعمل في شخص خاص أو جعل الحيوان على زيد بوجه والقسم الرابع فقد تصوره بعض بجعل الخاصّ للعام.
والإشكال عليهم في المقام هو ان وضع الخاصّ والموضوع له كذلك مما لا وجه له لأن لفظ زيد مثلا الذي يصير اسما لوجود شخص خارجي يكون كليا بمعنى انه لا