الإشارة : يا أيها الناس قد جاءكم من يعرفكم بالحق من ربكم ، فمن اهتدى بمعرفته واتباعه نفع نفسه ، حيث أخرجها من غم الحجاب ، وشفاها من سقم الشك والارتياب ، ومن ضل عن معرفته فوباله عليه ، حيث ترك نفسه فى أودية الخواطر تجول ، وحرمها من الله حقيقة الوصول. ويقال للعارف إذا أعرض الخلق عنه ، ولم ينفع فيهم تذكيره ووعظه : اتبع ما يوحى إليك من وحي الإلهام ، فإنه حق فى حق الخصوص ؛ إذ لا يتجلى فى قلوبهم إلا ما هو حق ، حيث تطهرت من خواطر الخلق. واصبر حتى يحكم الله بإرسال ريح الهداية ، وهو خير الحاكمين. وبالله التوفيق ، وهو الهادي إلى سواء الطريق.