وكذلك جمالها صغار. تكاد صدورها تصيب الأرض تشبه إبل الترك.
وجبل القبق فيه
اثنان وسبعون لسانا ، كلّ إنسان لا يعرف لغة صاحبه إلّا بترجمان ، وطوله خمس مائة
فرسخ ، وهو متّصل ببلاد الروم إلى حدّ الخزر واللان ، ويتّصل ببلاد الصقالبة ،
وفيه أيضا جنس من الصقالبة والباقون أرمن. وقالوا : إن هذا الجبل جبل العرج الذي
بين المدينة ومكّة ، يمضي إلى الشام ويتّصل بلبنان من حمص : وسنير من دمشق ، ثم
يمضي فيتّصل بجبال أنطاكية والمصّيصة ، ويسمّى هناك اللّكام ، ثم يتّصل بجبال
ملطية وشمشاط وقاليقلا إلى بحر الخزر ، وفيه الباب والأبواب ويسمّى هناك القبق.
[أخبرني أبو
الهيجا اليمامي وكان أحد برد الآفاق وكان صدوقا فيما يحكي : إن بقاليقلا بيعة
للنصارى وفيها بيت لهم كبير تكون فيه مصاحفهم وصلبانهم] ، فإذا كان ليلة الشعانين يخرج من موضع من البيت تراب
أبيض إلى الصباح ، فإذا كان الصباح انضمّ موضعه إلى قابل من ذلك الوقت ، فيأخذه
الرهبان فيدفعونه إلى الناس وخاصّيّته للسموم والعقارب والحيّات يداف منه وزن دانق
بماء ويشربه الملدوغ والمسلوع فيسكن على المكان. وفيه أعجوبة أخرى وذلك أنه إن بيع
هذا التراب وأخذ عليه شيء من عرض الدنيا لم ينتفع صاحبه ولم يبرئه من وجعه.
ومن عجائب
أرمينية : بحيرة خلاط فإنها عشرة أشهر لا يرى فيها ضفدع ولا سرطان ولا سمكة ، ثم
يظهر السمك بعد ذلك شهرين وسمكه كلّه مستراث .
وقال أبو المنذر
: اتّخذ الطلسمات كوش بن حام بن نوح ، والضحّاك ذو الحيّتين ، وذو القرنين ، ويوسف
بن يعقوب ، وموسى بن عمران ، وحلوان العمليقيّ ، وبليناس الروميّ وقانبوس.
وحدّ آذربيجان
إلى الرّسّ والكرّ بأرمينية ، ومخرج الرسّ من قاليقلا ، ويمرّ بأرّان فيصبّ فيه
نهر أرّان ، ثم يمرّ بورثان ، ويمرّ بالمجمع فيجتمع هو والكرّ
__________________