القول في قزوين وأبهر وزنجان
قال بكر بن الهيثم : كان حصن قزوين يسمى بالفارسية كشوين [ومعناه الحدّ المحفوظ](١). قال وبينه وبين الديلم جبل كانت ملوك فارس تجعل فيه رابطة من الأساورة يدفعون الديلم إذا لم تكن بينهم هدنة ، ويحفظون بلدهم من اللصوص.
[ويقال : إنهم نزلوا قرية يقال لها سسين فقالوا : جش اين. ثم دخلوا قرية يقال لها فاسقين فقالوا : بس اين. ثم دخلوا قرية سروين ، فأندر صاحب الجيش قال : سروين](٢).
قال : وكانت دستبى مقسومة بين الري وهمذان. فقسم منها يدعى دستبى الرازي وهو مقدار تسعين قرية ، منها ما قد حازه السلطان [أعزه الله](٣) في هذا الوقت واستخلصه لنفسه. ومنها ما هو في الري ، قوم تغلبوا عليه.
قال وكان سبب [حيزه](٤) دخول اذكوتكين بن ساتكين التركي قزوين وتغلبه عليها في سنة ست وستين ومائتين ، وأسره محمد بن الفضل بن محمد بن سنان العجلي رئيس قزوين وكبيرها ، أنه تقلد البلد ، فلما صار إليه أظهر العدل والنصفة
__________________
(١) في المختصر فقط. وبكر بن الهيثم هو شيخ من شيوخ البلاذري. انظر : فتوح البلدان في كثير من صفحاته. أما الأخبار الموجودة هنا ، فيوجد بعضها في فتوح البلدان ٣١٧ وما بعدها. وقد افتتحها البلاذري بقوله : (حدثني عدة من أهل قزوين وبكر بن الهيثم عن شيخ من أهل الري ...).
(٢) في المختصر فقط.
(٣) في المختصر فقط.
(٤) في المختصر فقط.