القول في البصرة
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى (١) : سميت البصرة لأنه كان فيها حجارة رخوة. والبصرة : الحجارة الرخوة تضرب إلى البياض. قال ذو الرمة :
[تداعين باسم الشيب في متثلّم] (٢) |
|
جوانبه من بصرة وسلام |
وقالوا : سميت البصرة لأنه كان فيها حجارة سود بصرة. وقال محمد بن شرحبيل بن حسنة إنما سميت البصرة لأن فيها حجارة سوداء صلبة وهي البصرة. قال خفاف بن ندبة :
إن تلك جلمود بصر لا أوبّسه |
|
أوقد عليه فأحميه فينصدع |
وقال الطرماح : [٥ أ]
مؤلّفة تهوي جميعا كما هوى |
|
من النيق فوق البصرة المتطحطح |
وقال نافع بن كلدة : كان عمر بن الخطاب قد همّ أن يتخذ للمسلمين مصرا. وكان المسلمون قد غزوا من قبل البحرين وتوّج ونوبندجان وطاسان. فلما فتحوها كتبوا إليه : إنّا وجدنا بطاسان مكانا لا بأس به : فكتب إليهم : إن بيني وبينكم دجلة فلا حاجة لي في كل شيء بيني وبينه دجلة أن تتخذوه مصرا. فقدم عليه رجل من بني سدوس يقال له ثابت فقال : يا أمير المؤمنين. إني مررت بمكان دون دجلة فيه قصر وفيه ديادبة الأعاجم يقال له الخريبة ويسمى أيضا البصيرة. بينه وبين دجلة
__________________
(١) لأبي عبيدة كتابان في البصرة (فهرست ابن النديم ٥٩).
(٢) زيادة من لسان العرب (بصر).