وقد طال الفصل بينهما ، أعاد الأصل ثانيا ليفرّع عليه فرعه كما قيل ، وهو شائع في الكلام.
قوله سبحانه : (قالَ الْحَوارِيُّونَ)
في العيون عن الرضا ـ عليهالسلام ـ أنّه سئل : لم سمّي الحواريّون الحواريّين؟ قال : أمّا عند الناس فإنّهم سمّوا حواريّين ؛ لأنّهم كانوا قصّارين يخلّصون الثياب من الوسخ بالغسل ، وهو اسم مشتقّ من الخبز الحوار ، وأمّا عندنا فسمّي الحواريّون الحواريّين ؛ لأنّهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلّصين غيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير. (١)
وفي التوحيد عنه عليهالسلام : إنّهم كانوا إثني عشر رجلا ، وكان أفضلهم وأعلمهم ألوقا. (٢)
قوله سبحانه : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ)
في الإكمال عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في حديث : بعث الله عيسى بن مريم واستودعه النور والعلم والحكم وجميع علوم الأنبياء قبله ، وزاده الإنجيل ، وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى كتابه وحكمته وإلى الإيمان بالله ورسوله ، فأبى أكثرهم إلّا طغيانا وكفرا ، فلمّا لم يؤمنوا به دعا ربّه وعزم عليه ، فمسخ منهم شياطين ، ليريهم آية فيعتبروا ، فلم يزدهم ذلك إلّا طغيانا وكفرا ، فأتى بيت المقدس فمكث يدعوهم ويرغّبهم في ما عند الله ثلاثة
__________________
(١). عيون أخبار الرضا ـ عليهالسلام ـ ٢ : ٧٩ ، الحديث : ١٠.
(٢). التوحيد : ٤٢١ ، الحديث : ١ ، فى الانجيل إسمه «لوقا» بدون الألف في أوّله ، وهو مؤلّف إحدى الأناجيل الأربعة.