وقوله : (وَسَيِّداً)
أي شريفا في قومه بالزهادة والعبادة.
وقوله : (وَحَصُوراً)
من الحصر ، أي يحصر نفسه عن الشهوات ، وخاصّة شهوة النساء.
وقوله : (مِنَ الصَّالِحِينَ)
كلمة «من» نشويّة أو تبعيضيّة.
قوله سبحانه : (قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً)
في تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : إنّ زكريّا لمّا دعا ربّه أن يهب له ولدا فنادته الملائكة بما نادته به ، أحبّ أن يعلم أنّ ذلك الصوت من الله ، فأوحى إليه أنّ آية ذلك أن يمسك لسانه عن الكلام ثلاثة أيّام ، فلمّا أمسك لسانه ولم يتكلّم ، علم أنّه لا يقدر على ذلك إلّا الله ، وذلك قول الله : (رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً). (١)
وفي تفسير القمّي في ذيل الحديث السابق ، قال زكريّا : (رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً) ، وذلك أنّ زكريّا ظنّ [أنّ] الذين بشّروه هم الشياطين ، فقال : (رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) فخرس ثلاثة أيّام. (٢)
__________________
(١). تفسير العيّاشي ١ : ١٧٢ ، الحديث : ٤٣ ؛ بحار الانوار ١٤ : ١٨٤ ، الحديث : ٣١.
(٢). تفسير القمي ١ : ١٠١ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٣٩٣ ، الحديث : ٢.