إذ لم يعلم أنّ النجاسة في المتنجّسات محمولة على الصورة الجنسيّة وهي الجسم ، وإن اشتهر في الفتاوى ومعاقد الاجماعات : أنّ كلّ جسم لاقى نجسا مع رطوبة أحدهما فهو نجس.
إلّا أنّه لا يخفى على المتأمّل أنّ التعبير بالجسم لأداء عموم الحكم لجميع الأجسام الملاقية من حيث سببيّة الملاقاة.
______________________________________________________
وإنّما يقتضي النظر الدقيق خلافه (إذ لم يعلم) من ظاهر الدليل (أنّ النجاسة في المتنجّسات) هل هي محمولة على الصورة النوعية حتى يقال : ان الجسم لا خصوصية له فيها سوى انه لبيان شمول الحكم ، او هي (محمولة على الصورة الجنسيّة وهي الجسم) حتى يقال : ان الجسم باق بعد الرمادية ، فالنجاسة باقية؟.
وعليه : فحيث انه لم يعلم ايّهما المراد منه ، لا يحكم ببقاء النجاسة بعد الاستحالة حتى (وإن اشتهر في الفتاوى ومعاقد الاجماعات) ما يوهم ان النجاسة قائمة بالجسم بما هو جسم ، لا بالخصوصية العنوانية للجسم ، وذلك لقولهم : (أنّ كلّ جسم لاقى نجسا مع رطوبة أحدهما فهو نجس) فانه يوهم ان النجاسة قائمة بالجسم ، والجسم متحقق في كل واحد من الخشب النجس والرماد.
والحاصل : انه وان اشتهر ما يوهم بأن للجسم خصوصية في تعبيرهم (إلّا أنّه لا يخفى على المتأمّل أنّ التعبير بالجسم) فيما اشتهر عنهم إنّما هو (لأداء عموم الحكم لجميع الأجسام الملاقية من حيث سببيّة الملاقاة) فان تعبيرهم ـ بالجسم ـ عند بيان حكم الانفعال بالملاقاة ليس لبيان موضوعية الجسم بما هو جسم ، بل لبيان ان حكم الانفعال بالملاقاة عام لكل شيء هو قابل للملاقاة والانفعال ، فذكروا الجنس العام لهذه الامور.