وبتقرير آخر : الحكم ثابت لاشخاص الجسم ، فلا ينافي ثبوته لكلّ واحد منها من حيث نوعه أو صنفه المتقوّم به عند الملاقاة.
فقولهم : «كلّ جسم لاقى نجسا فهو نجس» ، لبيان حدوث النجاسة في الجسم بسبب الملاقاة ، من غير تعرّض للمحل الذي يتقوّم به ، كما اذا قال القائل : «إنّ كلّ جسم له خاصيّة وتأثير» مع كون الخواص والتأثيرات من عوارض الأنواع.
______________________________________________________
(وبتقرير آخر : الحكم ثابت لاشخاص الجسم) وأفراده لا لكلي الجسم ومفهومه ، وذلك لأن الحكم يحمل على الجسم تارة لبيان مفهوم الجسم كما اذا قلنا : الجسم هو ما يقبل الأبعاد الثلاثة : وتارة لبيان شمول الحكم لافراد الجسم كما اذا قلنا : كل جسم لاقى النجس يتنجس ، فاذا كان لبيان شمول الحكم لاشخاص الجسم وافراده (فلا ينافي) ثبوت الحكم للاشخاص (ثبوته لكلّ واحد منها من حيث نوعه) اي : نوع ذلك الشخص كالسؤال من الاجسام (أو صنفه) اي : صنف ذلك الشخص كالماء من الاجسام السائلة (المتقوّم) ذلك الحكم (به) اي : بذلك النوع او الصنف (عند الملاقاة) بالنجس ، فالحكم بالنجاسة إنّما هو على النوع او الصنف ، لا على الجسم بما هو جسم.
إذن : (فقولهم : «كلّ جسم لاقى نجسا فهو نجس» ، لبيان حدوث النجاسة في الجسم بسبب الملاقاة ، من غير تعرّض للمحل الذي يتقوّم به) الحكم وانه هل هو الصورة الجنسية او الصورة النوعية ـ مثلا ـ؟ وذلك (كما اذا قال القائل : «إنّ كلّ جسم له خاصيّة وتأثير») معيّن (مع كون الخواص والتأثيرات من عوارض الأنواع) لا الأجناس فقولهم : كل جسم له خاصية ، واضح بأنّه لا يراد به كون الخاصية للجسم بما هو جسم.