وتلك الأجزاء باقية ، فلا ترتفع النجاسة ، لانتفاء ما يقتضي ارتفاعها» ، انتهى كلام المعتبر.
واحتجّ فخر الدين «للنجاسة بأصالة بقائها وبأنّ الاسم أمارة ومعرّف ، فلا يزول الحكم بزواله» ، انتهى.
______________________________________________________
عنوان الكلبية ، فانّ عنوان الكلبية وان زال بصيرورة الكلب ملحا الّا ان جسمه (وتلك الأجزاء) من جسمه (باقية) فيستصحب نجاستها.
إذن : (فلا ترتفع النجاسة) الموجودة ـ مثلا ـ في جسم الكلب باستحالته ملحا (لانتفاء ما يقتضي ارتفاعها» (١)) اي ارتفاع النجاسة ، فان ارتفاع النجاسة إنّما يكون بالتطهير ، ولم يحصل تطهير (انتهى كلام المعتبر) ونحوه كلام المنتهى.
(واحتجّ فخر الدين) ابن العلامة («للنجاسة) في مثل الكلب المتحوّل الى ملح ـ مثلا ـ بدليلين :
الأوّل : (بأصالة بقائها) اي : بقاء النجاسة ، فانه عند الاستحالة نشك في زوالها ، فنستصحب بقاءها.
الثاني : (وبأنّ الاسم أمارة ومعرّف ، فلا يزول الحكم بزواله» (٢)) اي : بزوال الاسم ، وذلك لأنّ الشارع لما قال : الكلب نجس ، اراد نجاسة هذه الذات ، وكونه كلبا اسم وعلامة لتلك الذات فقط ، فاذا زال الاسم والعلامة ، لا يزول الذات ، فتبقى النجاسة ، فهو كما اذا نصب أحد علامة على الفرسخ ، فانه لا تكون لتلك العلامة مدخلية في الفرسخية ولذا اذا زالت العلامة بقيت الفرسخية (انتهى) كلام فخر الدين بن العلّامة.
__________________
(١) ـ المعتبر : ص ١٢٥.
(٢) ـ إيضاح الفرائد في شرح القواعد : ج ١ ص ٣١.