لأن الاحباط به اتفاقي ، وببالي أنّي وجدت أو سمعت ورود الرواية في تفسير الآية : (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) بالشرك.
هذا كلّه ، مع أنّ إرادة المعنى الثالث الذي يمكن الاستدلال به موجب لتخصيص الأكثر ،
______________________________________________________
هذه الموارد موكول إلى علم الكلام (١).
وإنّما قلنا بأن المراد من الاحباط في الآية ـ ان لم نقل بالاحباط رأسا ـ هو الابطال بسبب الكفر (لأنّ الاحباط به) أي : بسبب الكفر (اتفاقي) بين الجميع (وببالي انّي وجدت أو سمعت ورود الرواية في تفسير الآية : (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) (٢) بالشرك).
قال في الأوثق : عن العيون في باب ما جاء عن الرضا عليهالسلام من الأخبار المنقولة باسناده قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اختاروا الجنة على النار ، ولا تبطلوا أعمالكم فتقذفوا في النار منكبّين خالدين فيها أبدا» (٣) قال : وظاهره كون بطلان الأعمال لأجل الشرك لانه السبب للخلود في النار وفسّره أبو علي أيضا بالنفاق والشك (٤).
(هذا كلّه) في تقريب عدم دلالة الآية على المعنى الثالث (مع إنّ إرادة المعنى الثالث الذي) هو : ابطال العبادة وقطعها بسبب الزيادة في الأثناء مما (يمكن الاستدلال به) أي : الاستدلال بالمعنى الثالث لتحريم القطع لكنه مبتلى باشكال آخر وهو : انه (موجب لتخصيص الأكثر) وتخصيص الأكثر مستهجن ، فيدل
__________________
(١) ـ للتفصيل راجع الكتب الكلامية للشارح أمثال القول السديد في شرح التجديد وشرح منظومة السبزواري قسم الفلسفة ، وكتاب الفقه العقائد وما أشبه.
(٢) ـ سورة محمد : الآية ٣٣.
(٣) ـ عيون أخبار الرضا : ج ٢ ص ٣٢ ح ٥٢.
(٤) ـ أوثق الوسائل : ص ٣٨٣ دلالة الاخبار المستفيضة على بطلان الفريضة بالزيادة العمدية.