.................................................................................................
______________________________________________________
من الآيات والروايات.
ثم ان هنا بحثا لا بأس بالتعرض له وهو : ان كلا من الامور الحسنة وكذلك السيئة يمكن تغييرها إلى ضدّها كما يمكن تعقيبها بالضدّ بما يفسدها أو يصلحها ، فانه يمكن جعل العنب خمرا ، والخمر خلا ـ مثلا ـ كما يمكن خلط الخل بالعسل حتى يفسد العسل ، أو ذرّ المسك على المكان المتعفّن حتى يطيب ريحه ـ مثلا ـ.
هذا ، ولا يبعد استفادة كل هذه الامور الأربعة من الأخبار والآيات بالنسبة إلى أعمالنا الحسنة والسيئة أيضا.
أمّا في مجال التغيير إلى الضد الحسن ، فقد قال سبحانه : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) (١).
وأما ما يدل على عكسه : فكما ورد في حق الزوج الذي ينوي حين النكاح تضييع مهر زوجته : بانّه يكتب عند الله زان ، مع ان النكاح شيء حسن في نفسه.
وأما في مجال التعقيب بالضد السيّئ ، فقد قال سبحانه : (سَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ) (٢) وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم كما في الحديث المتقدّم : «ان لم ترسلوا اليها نارا فتحرقوها» (٣) ، وأمّا ما يدل على عكسه : فكما في حديث الجب (٤) وغيره من الآيات والروايات الدالة على الغفران ، والبحث في ذلك طويل نكتفي منه بهذا المقدار.
__________________
(١) ـ سورة الفرقان : الآية ٧٠.
(٢) ـ سورة محمد : الآية ٣٢.
(٣) ـ الأمالي للصدوق : ص ٤٨٦ ح ١٤ ، بحار الانوار : ج ٨ ص ١٨٦ ب ٣١ ح ٩٠٧٤ ، وسائل الشيعة : ج ٧ ص ١٨٦ ب ٣١ ح ٩٠٧٤.
(٤) ـ اشارة الى الحديث الوارد «الاسلام يجب ما قبله» ، انظر غوالي اللئالي : ج ٢ ص ٥٤ ح ١٥٤.