الابطال في أثنائه.
وكيف كان : فالمعنى الأوّل أظهر ، لكونه المعنى الحقيقي ، ولموافقته لمعنى الابطال في الآية الاخرى المتقدمة ،
______________________________________________________
الابطال في أثنائه) لا الأعم من مجموع المركب ومن بعض أجزاء المركب ، فانه على الأعم يكون للابطال معنيان.
هذا ، ومن المحتمل : ان يكون للآية المباركة معنى رابعا وهو : جميع المعاني الثلاثة على نحو العموم ، لأنّ كلها ابطال ، ولعل هذا أقرب ، والسياق لا يدل على التخصيص بعد أن كان العموم دليلا على الآية السابقة ، فالآيتان من قبيل : لا تضرب زيدا ، فان اهانة المؤمن حرام.
(وكيف كان) أي : سواء رجع المعنى الثالث إلى المعنى الأوّل ، أم كانا معنيين مستقلين (فالمعنى الأوّل أظهر) عند المصنّف ، فلا ظهور للآية في خصوص المعنى الثاني بمعنى ايجاد العمل باطلا ، ولا للمعنى الثالث بمعنى الابطال أثناء العمل.
وإنّما يكون المعنى الأوّل أظهر لوجوه تالية :
أولا : (لكونه) أي : المعنى الأوّل هو (المعنى الحقيقي) للابطال حيث تقدّم : انه يدل على ذلك مقتضى وضع باب الافعال ، كما علم من نظائره مثل : أقمت زيدا ، أو أجلسته ، أو أغنيته ، أو ما أشبه ذلك.
ثانيا : (ولموافقته لمعنى الابطال في الآية الاخرى المتقدّمة) في حرمة ابطال الصدقات حيث قال سبحانه : (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى) (١) فان الظاهر من هذه الآية : التصدّق ثم ابطاله بالمنّ أو الأذى.
__________________
(١) ـ سورة محمد : الآية ٣٣.