لأنّه أيضا عمل لغة ، وقد وجد على وجه قابل لترتّب الأثر وصيرورته جزءا فعليا للمركب ، فلا يجوز جعله باطلا ساقطا عن قابليّة كونه جزءا فعليا ، فجعل هذا المعنى متغايرا للأول مبنيّ على كون المراد من العمل : مجموع المركب الذي وقع
______________________________________________________
معنيان للابطال فقط :
الاول : المعنى الذي ذكره بقوله : الثاني وهو ان يراد به : ايجاد العمل على وجه باطل.
الثاني : المعنى الأوّل لكن الأعم من الذي ذكره بقوله : الثالث ، يشمل المعنى الأوّل وهو : ابطال العمل بعد تحققه كاملا ويشمل المعنى الثالث وهو : ابطال العمل في أثنائه.
وإنّما يعم المعنى الأوّل المعنى الثالث (لأنّه أيضا عمل لغة ، وقد وجد على وجه قابل لترتّب الأثر) عليه (وصيرورته جزءا فعليا للمركب) فان الانسان إذا صلّى ركعتين ، كانتا قابلتين لترتب الأثر عليهما ، كما لو أن الركعتين صارتا جزءا فعليا للصلاة المركبة منهما ومن بقية الركعات (فلا يجوز جعله باطلا ساقطا عن قابليّة كونه جزءا فعليا) للعبادة ، ومن المعلوم : ان اسقاطه إنّما يكون باتيان المبطل في الأثناء.
وعليه : فان كان المقصود من ابطال العمل مجموع العمل ، فللإبطال ثلاثة معاني ـ كما مرّ ـ وان كان المقصود منه ما يعم مجموع العمل وبعض العمل فللإبطال معنيان ، وهذا هو السرّ في تثليث الأقسام وتثنيتها كما قال :
(فجعل هذا المعنى) أي : المعنى الثالث للابطال معنى مستقلا وكذلك (متغايرا للأول مبنيّ على كون المراد من العمل : مجموع المركب الذي وقع