ومناسبته لما قبله من قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) ، فانّ تعقيب اطاعة الله واطاعة الرسول بالنهي عن الابطال يناسب الاحباط ، لا إتيان العمل على الوجه الباطل ، لأنّها مخالفة لله وللرسول.
______________________________________________________
ثالثا : (ومناسبته لما قبله من قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) (١)) والتناسب بين الجمل نوع قرينة تهدي غالبا إلى المعنى المراد كما قال :
(فانّ تعقيب اطاعة الله واطاعة الرسول بالنهي عن الابطال يناسب الاحباط) الذي هو المعنى الأوّل ، وذلك لان مقتضى وقوع النهي عن الابطال عقيب الأمر بالاطاعة هو : ان يكون المعنى : اطيعوا الله واطيعوا الرسول ، ولا تسبّبوا بطلان أعمالكم بالكفر ، والصد عن سبيل الله ، ومشاقة الرسول وغير ذلك مما ذكر في الآية السابقة سببا لحبط الأعمال.
لكن قد عرفت : ان هذه المؤيدات الثلاثة لا يمكنها ان تصرف الآية عن العموم ، فإبقاؤها على عمومها بما يشمل المقام من الزيادة العمدية في أثناء الصلاة هو الأوفق بالظاهر.
هذا ، غير انّ المصنّف يرى ظهور الآية في المعنى الأوّل (لا) في المعنى الثاني الذي هو : (إتيان العمل على الوجه الباطل) فان الاتيان بالعبادة على وجه باطل ليس هو معنى الآية حتى يقال بحرمتها ، وإنّما يقال بحرمتها (لأنّها مخالفة لله وللرسول) بينما لا مخالفة هنا بنظر المصنّف لانه لا يرى في الآية نهيا عن ايجاد
__________________
(١) ـ سورة محمّد : الآية ٣٣.