وقد يتمسّك لاثبات صحة العبادة عند الشك في طروّ المانع بقوله تعالى : (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ)
______________________________________________________
واستدل على الصحة فيهما بوجهين : أولهما : ما ذكره بقول : فمقتضى الأصل عدم بطلان العبادة فيهما وثانيهما : ما ذكره بقوله : واستصحاب الصحة بناء على ان العبادة قبل هذه الزيادة كانت صحيحة.
هذا ، وحيث أتم المصنّف الكلام في الوجهين السابقين ؛ شرع في بيان وجه ثالث لصحة العبادة التي تخلّلتها الزيادة فقال :
(وقد يتمسك لاثبات صحة العبادة عند الشك في طروّ المانع) فيها ، كتعمّد الزيادة فيما نحن فيه من الصورتين : الثانية والثالثة ، فيتمسك لصحتها (بقوله تعالى : (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ)) وبهذا بدأ المصنّف بعد فراغه من تأسيس الأصل الاوّلي في الصحة والاشكال على ذلك الأصل ، بدأ في تأسيس الأصل الثانوي بسبب الآية الشريفة من سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث يقول سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ* يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) (١).
ولا يخفى : ان الشاهد في الجزء الأخير من الآية الثانية ، والمشهور بين الفقهاء هو التمسك بهذه الآية وان تأمل في الاستدلال بها المقدس الأردبيلي في محكي شرح الارشاد ، وكذا صاحب الحدائق فانه بعد نقل الاحتجاج بها قال : ان الآية لا تخلو من الاجمال المانع عن الاستدلال ، وتبعه الفاضل النراقي في عوائده
__________________
(١) ـ سورة محمد : الآيات ٣٢ ـ ٣٣.