اللهم إلّا أن يقال : استصحاب الهيئة الاتصالية من الاستصحابات العرفية غير المبنيّة على التدقيق ، نظير استصحاب الكرّية في الماء المسبوق بالكرّية.
______________________________________________________
الاتصالية ، وعدم القاطعية أثر عقلي ، فيكون من الاصول المثبتة ، وقد ثبت في محله ان الأصل المثبت ليس بحجة.
وربّما يقرّر كون الأصل مثبتا ببيان آخر وهو : ان الحكم بصحة الصلاة مترتب على فعلية اتصال الاجزاء السابقة بالاجزاء اللاحقة ، لا على قابلية الاتصال ، فاثبات الحكم المذكور بالاستصحاب موقوف على ثبوت الفعلية بمجرد استصحاب القابلية ، لانه لو كان قابلا كان فعلا ، والتلازم بين القابلية والفعلية تلازم عقلي أو عادي ، فهو مثل ان نقول : نستصحب بقاء زيد فنثبت عليه انبات اللحية لانه كان قابلا فيكون فعلا ، وهذا واضح كونه من الاصول المثبتة.
(اللهم إلّا أن يقال) في تصحيح استصحاب الهيئة الاتصالية بحيث لا يكون مثبتا : ان (استصحاب الهيئة الاتصالية من الاستصحابات العرفية غير المبنيّة على التدقيق) فهو (نظير استصحاب الكرّية في الماء المسبوق بالكرّية) من حيث التسامح العرفي ، فيكون المستصحب فيما نحن فيه هو : مطلق الاتصال من غير نظر إلى تقوّمه في السابق بالاجزاء السابقة ، كما يكون المستصحب في الماء المسبوق بالكرية هو : مطلق الكرية من غير نظر إلى تقوّمها في السابق بالماء السابق.
ويمكن تقرير الاستصحاب بادعاء : ان الاتصال الثابت في السابق والباقي فلا اللاحق هو : شيء واحد في نظر العرف ، كما ان الكرية الثابتة في الماء السابق والباقية في الماء اللاحق هي شيء واحد في نظر العرف ، فاذا شككنا في ان هذا