والمفروض إحراز عدم زوالها بالاستصحاب.
وبما ذكرنا يظهر سرّ ما أشرنا اليه في المسألة السابقة ، من عدم الجدوى في استصحاب الصحة لاثبات صحة العبادة المنسيّ فيها بعض الأجزاء ، عند الشك في جزئية المنسي حال النسيان.
______________________________________________________
المقصود من استصحاب الهيئة الاتصالية إنّما هو اثبات نفس المستصحب ؛ وهو الهيئة الاتصالية ، لفرض ان الشك في هذه الهيئة لا في شيء آخر ؛ فلا يكون الاستصحاب مثبتا.
هذا (والمفروض : إحراز عدم زوالها) أي : عدم زوال الهيئة الاتصالية احرازا (بالاستصحاب) وهذا بخلاف استصحاب الصحة ؛ حيث قد عرفت : انه مثبت ، لانه لا يراد باستصحاب الصحة : صحة الاجزاء السابقة ، بل يراد به إثبات شيء آخر وهو : نفي المانعية ، وصحة الكل ، وكلاهما بالنسبة إلى استصحاب الصحة من اللوازم العقلية لا من اللوازم الشرعية على ما عرفت.
(وبما ذكرنا) : من عدم الملازمة بين صحة الاجزاء السابقة وبين نفي المانعية ، أو بين صحة الكل (يظهر سرّ ما أشرنا اليه في المسألة السابقة ، من) قول المصنّف : وفيه ما سيجيء في المسألة الآتية من فساد التمسك به في هذه المقامات ، وما أشار اليه هو : (عدم الجدوى في استصحاب الصحة لاثبات صحة العبادة المنسيّ فيها بعض الأجزاء ، عند الشك في جزئية المنسي حال النسيان).
مثلا : إذا علمنا بأنّ القراءة جزء حال الالتفات وشككنا في انها جزء حال النسيان أم لا؟ فاستصحاب الصحة لا يثبت لمن نسي القراءة عدم جزئية القراءة حال النسيان حتى يكون المأتي به مطابقا للمأمور به غير محتاج إلى الاعادة والقضاء.
إلى هنا صحّح المصنّف استصحاب عدم القاطع عند الشك فيه ، والآن يريد