ترتفع ببعض الأشياء دون بعض ، فانّ الحدث يقطع ذلك الاتصال والتجشّؤ لا يقطعه ، والقطع يوجب الانفصال القائم بالمنفصلين ، وهما في ما نحن فيه الاجزاء السابقة ، والاجزاء التي يلحقها بعد تخلل ذلك القاطع. فكلّ من السابق واللاحق يسقط عن قابلية ضمه إلى الآخر وضمّ الآخر اليه.
ومن المعلوم أنّ الاجزاء السابقة كانت قابلة للضم اليها وصيرورتها اجزاء فعليّة للمركّب،
______________________________________________________
ترتفع ببعض الأشياء) كالحدث (دون بعض) كالتجشّؤ (فان الحدث يقطع ذلك الاتصال) الذي اعتبره الشارع بين اجزاء الصلاة ـ مثلا ـ (والتجشّؤ لا يقطعه).
هذا (والقطع) بسبب الحدث ـ مثلا ليس كالمانع بسبب النجاسة ـ مثلا ـ فان المانع لا يوجب فساد الاجزاء السابقة ، بينما القاطع يوجب فساد الطرفين ، لانه (يوجب الانفصال القائم بالمنفصلين) من الطرفين فتنفصل الأجزاء السابقة عن الاجزاء اللاحقة ، ويكون الانفصال قائما بالسابق على الزائد ، واللاحق عليه كما قال : (وهما) أي : المنفصلان (في ما نحن فيه) أي : في العبادة المركبة عبارة عن (الاجزاء السابقة ، والاجزاء التي يلحقها بعد تخلل ذلك القاطع) كالحدث (فكلّ من السابق واللاحق) لاجزاء الصلاة بسبب هذا الانفصال الحدثي (يسقط عن قابلية ضمه إلى الآخر وضمّ الآخر اليه).
وعليه : فيكون حينئذ مثل الأجزاء السابقة واللاحقة للصلاة كمثل أجزاء من الحديد فصل بينها التراب ، فان التراب يمنع من وصول الحرارة من طرف إلى طرف آخر مع ان كلا الطرفين من أجزاء الحديد لها صلاحية ذاتية للاتصال بحيث لو لا هذا التراب لاتصلت الحرارة من جانب إلى جانب كما قال : (ومن المعلوم : أنّ الاجزاء السابقة كانت قابلة للضم اليها وصيرورتها اجزاء فعليّة للمركّب)