ثم
قال : «ومنها : أنّ اجتناب الشبهة في نفس
الحكم أمر ممكن مقدور ، لأنّ أنواعه محصورة ، بخلاف الشبهة في طريق الحكم ،
فاجتنابها غير ممكن ، لما أشرنا إليه من عدم وجود الحلال البيّن ولزوم تكليف ما لا
يطاق.
والاجتناب عمّا يزيد على قدر الضرورة
حرج عظيم وعسر شديد ،
______________________________________________________
بينك وبينها إلّا
أنّهم عبادك وخلقك ، فتقها ورتقها بيدك ، بدؤها منك وعودها اليك ، أعضاد وأشهاد
ومناة وأذواد وحفظة وروّاد ، فبهم ملأت سماءك وأرضك حتّى ظهر أن لا إله إلّا أنت»
وفي دعاء آخر : «فبكم
يجبر المهيض ، ويشفى المريض ، وما تزداد الأرحام وما تغيض»
الى غير ذلك ممّا
موضعه علم الكلام.
(ثمّ قال : ومنها) أي : من الأدلة التي يستفاد منها التفصيل المذكور : وهو
البراءة في الشبهة الموضوعيّة ، والاحتياط في الحكمية
(: ان اجتناب الشبهة في نفس الحكم أمر ممكن مقدور ، لأنّ أنواعه محصورة) فموارد الشبهة الحكمية قليلة كشرب التتن والدّعاء عند
الهلال فيمكن الاحتياط فيها (بخلاف الشبهة في
طريق الحكم ، فاجتنابها غير ممكن لما أشرنا اليه من عدم وجود الحلال البيّن) في كثير من الموضوعات (ولزوم
تكليف ما لا يطاق) امتثاله ، وقد
تقدّم : انّه انّما يكون ممّا لا يطاق : لانّ التكليف بالشيء الذي لا يعلمه
الانسان تكليف بما لا يطاق.
(و) انّ قلت : انّه يرتكب بقدر الضرورة ، ويجتنب ما عدا ذلك في
الشبهات الموضوعيّة.
قلت : (الاجتناب
عمّا يزيد على قدر الضرورة حرج عظيم وعسر شديد
__________________