لكن أكثر الأخبار الدالّة على الواسطة مختصّة بالإيمان بالمعنى الأخصّ ، فيدلّ على أنّ من المسلمين من ليس بمؤمن ولا كافر ، لا على ثبوت الواسطة بين الاسلام والكفر ،
______________________________________________________
قال : فيعرفون ما أنتم عليه؟ قلت : لا ، قال فما تقولون فيهم؟ قلت : من لم يعرف فهو كافر ، قال : سبحان الله ، هذا قول الخوارج.
ثمّ قال : إن شئتم أخبرتكم؟ فقلت : بلى ، فقال أما إنّه شرّ عليكم أن تقولوا بشيء ما لم تسمعوه منّا ، قال : فظننت انّه يريد ما على قول محمّد بن مسلم» (١).
وعن عمر بن أبان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن المستضعفين؟ فقال عليهالسلام : «هم أهل الولاية فقلت : أي ولاية؟ فقال : أما إنّها ليست بالولاية في الدّين ولكنّها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة ، وهم ليسوا بالمؤمنين وليسوا بالكفار ، ومنهم المرجون لأمر الله عزوجل» (٢).
الى غير ذلك من الأخبار التي يجدها المتتبع في البحار في باب الايمان والكفر وفي غيره.
(لكن أكثر الأخبار الدّالة على الواسطة ، مختصّة بالايمان بالمعنى الأخصّ) فهناك من يؤمن بالائمة الطاهرين عليهمالسلام إيمانا بالمعنى الأخص ، وكافر يقابله ، ومسلم ليس يؤمن بالائمة الطاهرين ، وهو واسطة بينهما (فيدلّ على انّ من المسلمين من ليس بمؤمن ولا كافر ، لا على ثبوت الواسطة بين الاسلام والكفر) الذي هو محل البحث والكلام.
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٠١ ح ١.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٠٥ ح ٥ ، تفسير العياشي : ج ١ ص ٢٥٧ ح ١٩٤.