لأن العمل يصح عن تقليد ، فلا يكون الاشتغال بعلمه إلا كفائيّا بخلاف المعرفة.
هذا ، ولكنّ الإنصاف عمّن جانب الاعتساف يقتضي الإذعان بعدم التمكّن من ذلك إلّا للأوحدي من الناس ، لأنّ المعرفة المذكورة لا يحصل إلّا بعد تحصيل قوة استنباط المطالب من الأخبار وقوّة نظريّة أخرى لئلا يأخذ بالأخبار المخالفة للبراهين العقليّة ،
______________________________________________________
وذلك (لأن العمل يصح عن تقليد ، فلا يكون الاشتغال بعلمه) أي : بعلم الفروع (إلا كفائيا) فانّه لا يجب على كل أحد ان يكون مجتهدا في فروع الدين (بخلاف المعرفة) فان وجوب الاشتغال بها حتى يحصل له العلم بها واجب عيني.
(هذا) ما ربّما يقال (ولكن الإنصاف عمّن جانب الاعتساف يقتضي الإذعان بعدم التمكّن من ذلك) فإن الاشتغال بالعلم المتكفل لمعرفة الله ، ومعرفة أوليائه عليهمالسلام ، ومعرفة المعاد ، وما أشبه ، لا يتيسر (إلّا للأوحدي من الناس ، لأن المعرفة المذكورة لا يحصل إلّا بعد تحصيل قوة استنباط المطالب من الأخبار وقوّة نظريّة أخرى) مثل نظرية بطلان سائر العقائد ، ونظرية تمييز الأخبار الموافقة للعقل عن الأخبار المخالفة له.
وعليه : فاللازم أن يكون له قوة استنباط نظريتين بالنتيجة (لئلا يأخذ بالأخبار المخالفة للبراهين العقليّة) فانّه كثيرا ما لا يلتفت الانسان الى البراهين العقليّة فيأخذ بما يخالفها.
لا يقال : انّه كيف يمكن أن تكون هناك أخبار مخالفة للبراهين العقلية؟.
لأنّه يقال : يراد بتلك الأخبار : ما له ظاهر كذلك ، بل نشاهد في آيات القرآن