هو وجوب معرفة الله جلّ ذكره ومعرفة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والامام عليهالسلام ، ومعرفة ما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على كلّ قادر يتمكّن من تحصيل العلم ، فيجب الفحص حتّى يحصل اليأس ، فإن حصل العلم بشيء من هذه التفاصيل اعتقد وتديّن وإلّا توقّف ولم يتديّن بالظنّ لو حصل له.
ومن هنا قد يقال : إن الاشتغال بالعلم المتكفّل لمعرفة الله ومعرفة أولياءه ، صلوات الله عليهم ، أهمّ من الاشتغال بعلم المسائل العملية ، بل هو المتعيّن ،
______________________________________________________
والى غير ذلك ، فإن مقتضى العموم (هو وجوب معرفة الله جلّ ذكره ، ومعرفة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعرفة الامام عليهالسلام ومعرفة ما جاء به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم).
قوله : «هو» ، خبر قوله : «إنّ مقتضى عموم وجوب المعرفة» ، انّ المعرفة واجبة (على كلّ قادر يتمكن من تحصيل العلم ، فيجب الفحص حتّى يحصل اليأس) من العلم (فان حصل العلم بشيء من هذه التفاصيل) الّتي ذكرها العلّامة رحمهالله (اعتقد وتديّن) بها المكلّف (وإلّا توقف ولم يتديّن بالظّنّ لو حصل له) الظّن ، اذ لا دليل على وجوب التدين بالظّن ، بل عموم : (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)(١) وما أشبه ، دليل على أنّه يلزم عليه أن لا يتدين بالظنّ.
(ومن هنا قد يقال : إنّ الاشتغال بالعلم المتكفّل لمعرفة الله ، ومعرفة أوليائه صلوات الله عليهم ، أهمّ من الاشتغال بعلم المسائل العملية) والفروع الفقهية ، (بل هو المتعين) أي : يتعين الاشتغال بالعلم المتكفل بأصول الدّين ، لا أن يشتغل بالعلم بفروع الدين ويترك العلم بأصول الدين.
__________________
(١) ـ سورة يونس : الآية ٣٦.