في غاية الاشكال.
وقد ذكر العلّامة قدسسره في الباب الحادي عشر فيما يجب معرفته على كلّ مكلّف من تفاصيل التوحيد والنبوّة والامامة والمعاد أمورا لا دليل على وجوبها كذلك ، مدّعيا أنّ الجاهل بها عن نظر واستدلال خارج عن ربقة الاسلام مستحقّ للعذاب الدائم.
______________________________________________________
التّدين به يكون (في غاية الاشكال).
وذلك انّه قد لا يشك في بعضها ، فأصول الدّين الخمسة ـ مثلا ـ لا شك في كونها واجبا مطلقا ، ومن قرأ سورة كذا ـ مثلا ـ أعطي قصرا بوصف كذا في الجنّة ، لا شك في كونه واجبا مشروطا إلّا أنّ بعض الأمور الاصولية ، لا يعلم هل أنه من القسم الأول ، أو من القسم الثاني؟.
هذا (وقد ذكر العلّامة قدسسره في الباب الحادي عشر فيما يجب معرفته على كلّ مكلّف من تفاصيل التّوحيد ، والنّبوة ، والامامة ، والمعاد : أمورا لا دليل على وجوبها كذلك) أي : على كونها واجبا مطلقا غير مشروط بالعلم (مدّعيا : انّ الجاهل بها عن نظر) بأن لم يعلمها عن اجتهاد (واستدلال ، خارج عن ربقة الاسلام ، مستحقّ للعذاب الدّائم) (١).
أقول : قال العلّامة هناك : «فلا بدّ من ذكر ما لا يمكن جهله على أحد من المسلمين ، ومن جهل شيئا من ذلك ، خرج عن ربقة المؤمنين ، واستحق العذاب الدائم» ، ثمّ ذكر خصوصيات كثيرة في أصول الدين ، لكن المشهور عدم وجوب الاعتقاد بها ، بمعنى : انّه لا يجب تعليمها وتعلمها ، إضافة الى انّ الغالب من الناس
__________________
(١) ـ النافع ليوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ص ٦.