وهو في غاية الاشكال.
نعم ، يمكن أن يقال : إنّ مقتضي عموم وجوب المعرفة ، مثل قوله تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ،) أي ليعرفون.
وقوله صلوات الله عليه وآله : «ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه
______________________________________________________
الذين هم ليسوا من أهل العلم ، لا يعرفون ذلك ولم يحكم أحد بتكفيرهم.
ولا يخفى : إنّ الربقة ـ بكسر الراء وسكون الباء ـ عبارة عن حبل مستطيل فيه عرى ، تربط فيها الدواب ، وقد استعاره العلّامة هنا للحكم الجامع للمؤمنين وهو : استحقاق الثواب الدائم والتعظيم الكامل بالنسبة الى من كان في هذه الربقة من المؤمنين.
(وهو في غاية الاشكال) كما يظهر لمن راجع كلماتهم ، بل السيرة المستمرة بين المؤمنين منذ عهد الرسالة الى اليوم.
(نعم ، يمكن أن يقال : إنّ مقتضي عموم وجوب المعرفة ، مثل قوله تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(١)) فإن إطلاقه شامل لمعرفة صفاته سبحانه من الثبوتية والسلبية ونحوها ، كما في التفسير (أي : ليعرفون) فانّه لم أجد فيما عندي من الكتب ، تفسير ليعبدون ب : ليعرفون ، عن الروايات ، وإنّما هذا قول بعض المفسّرين فقط ، وهو خلاف الظاهر ، فانّ العبادة ظاهرها : العمل ، لا الاعتقاد.
(وقوله صلوات الله عليه وآله : ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه
__________________
(١) ـ سورة الذاريات : الآية ٥٦.