اللهمّ إلّا بالفحوى.
ومنها : قوله تعالى : (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ.)
وفي دلالتها تأمّل ظاهر.
______________________________________________________
لا عقاب في الآخرة على تركه.
(اللهم إلّا بالفحوى) بأن يقال : إذا توقف الخذلان وسلب التوفيق على البيان ـ حسب الآية الكريمة ـ فالعقاب الاخروي على التكليف أيضا يتوقف على البيان بطريق أولى ، لأن عقاب الدّنيا الذي هو أخف إذا توقف على البيان ، فعقاب الآخرة الذي هو أشد يتوقف على البيان قطعا.
وعليه : فسواء قلنا بالفحوى أو لم نقل به ، فدلالة الآية على مهمة القائل بالبراءة وافية.
(ومنها) أي : من الآيات التي استدلّ بها على البراءة (: قوله تعالى : (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ، وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)) (١) وتقريب الاستدلال بالآية الكريمة : انّ الحياة المعنوية في الدنيا والآخرة يمنحها الله سبحانه وتعالى بعد البيان ، والموت المعنوي والهلاك في الدنيا والآخرة إنّما يكون بعد البيان ، فلا هلاك في الدنيا ولا في الآخرة إلّا بعد البيان ، وحيث لم يبيّن الله سبحانه وتعالى حرمة التتن ـ مثلا ـ أو وجوب الدّعاء عند رؤية الهلال ، فلا يعاقب بالهلاك في الدنيا ولا في الآخرة من شرب التتن ، أو ترك الدعاء عند رؤية الهلال.
وعلى ما ذكرنا : فدلالة الآية على البراءة ظاهرة ، لكن المصنّف قال : (وفي دلالتها : تأمّل ظاهر).
__________________
(١) ـ سورة الانفال : الآية ٤٢.