وعن الكافي وتفسير العياشيّ وكتاب التوحيد : «حتّى يعرّفهم ما يرضيه وما يسخطه».
وفيه : ما تقدّم في الآية السابقة ، مع أنّ دلالتها أضعف من حيث انّ توقّف الخذلان على البيان غير ظاهر الاستلزام للمطلب ،
______________________________________________________
(و) يؤيد هذا المعنى ما (عن الكافي ، وتفسير العيّاشي ، وكتاب التوحيد) في تفسير الآية المباركة : (حتى يعرّفهم ما يرضيه وما يسخطه) (١) فتكون للآية دلالة على البراءة في كل مقام لم يبيّن الله سبحانه وتعالى الأحكام.
(وفيه : ما تقدّم في الآية السّابقة) : من انّها إخبار عن العقاب الدنيوي الواقع في الامم السابقة بعد اتمام الحجّة عليهم.
أقول : لكنّك قد عرفت : ظهور الآية هذه كالآية السابقة في البراءة ، واختصاصها بالعقاب الدنيوي ـ كما ذكره المصنّف ـ خلاف ظاهر الآية.
(مع انّ دلالتها) أي : دلالة هذه الآية (أضعف) من الآية السابقة (من حيث انّ توقّف الخذلان على البيان غير ظاهر الاستلزام للمطلب) والمطلب هو انتفاء العقاب عند انتفاء البيان.
والحاصل : إنّ الآية تدلّ على انتفاء الخذلان عند انتفاء البيان ، ولا تدل على عدم العقاب الاخروي عند انتفاء البيان الذي هو مهمة القائل بالبراءة ، فانّ القائل بالبراءة يقول : حيث لا بيان لا عقاب اخروي ، فشرب التتن حيث لم يبيّن الله حرمته لا عقاب فيه ، وعدم الدعاء عند رؤية الهلال حيث لم يبيّن الله وجوبه
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ١٦٣ ح ٣ ، التوحيد : ص ٤١١ وص ٤١٤ ، تفسير العياشي : ج ٢ ص ١١٥ ح ١٥٠ ، المحاسن : ص ٢٧٦ ح ٣٨٩.