«قال : قلت له : هل كلّف النّاس
بالمعرفة؟ قال : لا ، على الله البيان ، (لا يُكَلِّفُ اللهُ
نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ،)
و (لا يُكَلِّفُ اللهُ
نَفْساً إِلَّا ما آتاها.)
لكنّه لا ينفع في المطلب ، لأنّ نفس
المعرفة بالله غير مقدور قبل تعريف الله سبحانه ، فلا يحتاج دخولها إلى إرادة
______________________________________________________
قال : قلت له : هل
كلّف الناس بالمعرفة؟ قال : لا ، على الله البيان (لا يُكَلِّفُ اللهُ
نَفْساً إِلَّا وُسْعَها)) و ((لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما
آتاها)) . والمصنّف أخذ المعرفة بمعنى معرفة الله سبحانه وتعالى ،
فاستدلّ على إرادة المعنى الثالث بهذه الرواية ، حيث انّها نفت التكليف بالمعرفة
من دون بيان ، وقد استشهد فيها عليهالسلام بالآيتين ، فيعلم انّ المراد من الآية هو : المعنى الثالث
، أي : لا يكلّف الله نفسا إلّا تكليفا بيّنه لها ، فتكون الآية دالة على البراءة
من دون البيان.
(لكنه) أي : ما ورد في الرواية (لا
ينفع في المطلب) فلا يكون دليلا
على المعنى الثالث الذي نفيناه نحن وهو : نفي التكليف من دون بيان ، بل ظاهر الآية
على رأي المصنّف يناسب كون الآية بالمعنى الثاني ، أي : نفي التكليف بغير المقدور.
وإنّما الرواية
تناسب المعنى الثاني (لأنّ نفس المعرفة بالله غير مقدور قبل
تعريف الله سبحانه) فانّ الانسان لا
يعرف الله سبحانه وتعالى إلّا بسبب الأنبياء والرسل والأئمة عليهمالسلام الذين هم من قبل الله تعالى (فلا
يحتاج دخولها) أي : دخول
المعرفة في الآية (الى إرادة) المعنى الثالث أي : إرادة التكليف
__________________