وفي رواية اخرى : «لو أنّ الناس إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا».
ثمّ إنّ جحود الشاكّ يحتمل أن يراد به إظهار عدم الثبوت وإنكار التديّن به ، لأجل عدم الثبوت ، ويحتمل أن يراد به الانكار الصوريّ على سبيل الجزم. وعلى التقديرين ، فظاهرها أنّ المقرّ ظاهرا ، الشاكّ باطنا الغير المظهر لشكّه ، غير كافر.
ويؤيّد هذا رواية زرارة الواردة في تفسير قوله تعالى : (وَآخَرُونَ
______________________________________________________
(وفي رواية أخرى : «لو أنّ النّاس إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا») (١) كما تقدمت هذه الرواية.
(ثمّ إنّ جحود الشّاك يحتمل أن يراد به) أي : بالجحود (: إظهار عدم الثبوت ، وإنكار التّدين به لأجل عدم الثبوت) فيقول : إنّ رسالة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : غير ثابتة لديّ ، أو ما أشبه هذه العبارة.
(ويحتمل أن يراد به : الإنكار الصّوري على سبيل الجزم) فيقول : إني أعتقد أنّ محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس رسولا ، هكذا يقول بلسانه ، وهو في قلبه شاك في انّه رسول أو ليس برسول ، ولا يبعد أن تشمل الرّواية كلتا الصورتين.
(وعلى التقديرين فظاهرها) أي : هذه الروايات (انّ المقرّ ظاهرا) باصول الاسلام (الشّاك باطنا غير المظهر لشكّه) وإنّما يظهر الشهادتين (غير كافر) ويعامل معاملة المسلمين.
(ويؤيد هذا ، رواية زرارة الواردة في تفسير قوله تعالى : (وَآخَرُونَ
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٣٨٨ ح ٩ ، المحاسن : ص ٢١٦ ح ١٠٣ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٥٨ ب ١٢ ح ٣٣٤٧٤.