المبحث الأول
أهداف سورة «الكوثر» (١)
سورة «الكوثر» سورة مكّيّة ، آياتها ثلاث ، نزلت بعد سورة «العاديات».
وهي سورة خالصة لرسول الله (ص) ، فقد كان أعداؤه يملكون المال والجاه والسلطان ، ويعيّرونه بأنّ أتباعه من الفقراء ، وكانوا يرون أن أبناءه الذكور يموتون صغارا ، فيعيّرونه بأنه أبتر ، لا عقب له من الذكور ، وكانت هذه الأقاويل تلقى من يستمع إليها ويردّدها ، في بيئة تئد البنات ، وتحتكم إلى السيف والقوّة ، وترى الفقر سبّة ومنقصة ، فنزلت هذه السورة تدافع عن النبي الكريم ، وتفيد أن الله أعطاه من الخير الكثير ، لقد أعطاه الله النبوّة والهدى ، وأيّده بالصحابة الأوفياء ، وجعل سيرته عطرة منتشرة ، وشريعته باقية خالدة ، وآلاف الملايين تردد ذكره ، وتشهد له بالرسالة :
وضمّ الإله اسم النبيّ إلى اسمه |
|
إذا قال في الخمس المؤذّن أشهد |
وشقّ له من اسمه ليجلّه |
|
فذو العرش محمود وهذا محمّد |
المفردات
(الْكَوْثَرَ) (١) : الخير الكثير.
(فَصَلِّ لِرَبِّكَ) : فاعبد ربك الذي أعزك وشرفك.
(وَانْحَرْ) (٢) : لوجهه وباسمه إذا نحرت ، مخالفا لعبدة الأوثان.
(شانِئَكَ) : مبغضك.
__________________
(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.