المبحث الرابع
لكل سؤال جواب في سورة «التكاثر» (١)
إن قيل : أين جواب (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) (٥)؟
قلنا : هو محذوف تقديره : لو تعلمون الأمر يقينا لشغلكم عن التكاثر والتفاخر ، ثم ابتدأ السياق بوعيد آخر ، فقال سبحانه (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) (٦).
فإن قيل : كلّ أحد لا يخلو عن نيل نعيم في الدنيا ، ولو مرّة واحدة ، فما النعيم الذي يسأل عنه العبد؟
قلنا : فيه سبعة أقوال : أحدها أنه الأمن والصّحة. الثاني : أنّه الماء البارد. الثالث : أنّه خبز البر والماء العذب. الرابع : أنّه مأكول ومشروب لذيذان. الخامس : أنه الصحة والفراغ. السادس : أنه كل لذة من لذات الدنيا. السابع : أنه دوام الغداء والعشاء. وقيل إن السؤال خاصّ بالكفّار ، والصحيح أنه عامّ في كلّ إنسان وفي كل نعيم ، فالكافر يسأل توبيخا والمؤمن يسأل عن شكرها ، ويؤيّد هذا ما جاء في الحديث أنه (ص) قال : «يقول الله تعالى : ثلاث لا أسأل عبدي عن شكرهنّ ، وأسأله عمّا سوى ذلك : بيت يكنّه ، وما يقيم به صلبه من الطعام ، وما يواري به عورته من اللّباس».
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، غير مؤرّخ.