عند انسداد باب العلم من منشئات العقل وأحكامه.
وأمّا على تقدير كشف مقدّمات الانسداد ـ عن أنّ الشارع جعل الظنّ حجّة في الجملة وتردّد أمره في أنظارنا بين الكلّ والأبعاض ـ فلا يلزم من كون بعضها أقوى كونه هو المجعول حجّة ، لأنّا قد وجدنا تعبّد الشارع بالظنّ الأضعف وطرح الأقوى في موارد كثيرة.
______________________________________________________
عند انسداد باب العلم ، من منشئات العقل وأحكامه) أي : كون دليل الانسداد مفيدا للحكومة ، فانّ العقل يقدم الظّنّ القوي على الظنّ الضعيف مطلقا.
(وأمّا على تقدير كشف مقدّمات الانسداد عن انّ الشارع جعل الظنّ حجّة في الجملة) أي : لم يجعله حجّة مطلقا (وتردّد أمره في أنظارنا بين الكل والابعاض) بأن يكون كل الظّنون حجّة أو بعض الظّنون حجّة بفرض النتيجة على الاهمال والاجمال (فلا يلزم من كون بعضها أقوى ، كونه هو المجعول حجّة) فقياس الكشف على الحكومة قياس مع الفارق.
(لأنّا قد وجدنا تعبّد الشارع بالظّنّ الأضعف وطرح الأقوى في موارد كثيرة).
مثلا : قال الشارع : «كل شيء حلال» (١) وقال : «كلّ شيء طاهر» (٢) وقال : «البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر» (٣) وقال : «كذّب سمعك
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٥ ص ٣١٣ ج ٤٠ ، تهذيب الاحكام : ج ٧ ص ٢٢٦ ب ٢١ ح ٩ ، وسائل الشيعة : ج ١٧ ص ٨٩ ب ٤ ح ٢٢٠٥٣.
(٢) ـ تهذيب الاحكام : ج ١ ص ٢٨٥ ب ١٢ ح ١١٩ ، مستدرك الوسائل : ج ١ ص ١٩٠ ب ٤ ح ٣١٨.
(٣) ـ فقه القرآن : ج ٢ ص ١٢ ، غوالي اللئالي : ج ١ ص ٢٤٤ ح ١٧٢ وج ٢ ص ٢٥٨ ح ١٠ ، الوسيلة : ص ٢١٨ ، الصوارم المهرقة : ص ١٥٠ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٢٣٣ ب ٢ ح ٣٣٦٦٥.