خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩))
(١) كلّا : حرف ردع وزجر. وقال المفسرون إنها في المقام الذي تأتي فيه بمعنى أيها الناس ارتدعوا وازدجروا فالأمر أعظم مما ظننتم. وقد وردت كثيرا ولا سيما في السور المبكرة في النزول الذي يشتد فيها الإنذار والتنبيه والتنديد ووردت كذلك في معرض التنديد والاستدراك والتثبيت وكثرة ورودها في القرآن تدل على أنها مما كان مستفيضا في أساليب الخطاب العربي.
(٢) يطغى : يتجاوز الحد في العدوان والبغي.
(٣) استغنى : ظن نفسه مستغنيا ، أو رأى نفسه غنيا. والكلمة هنا بمعنى (رأى نفسه غنيا بماله) على ما عليه الجمهور. واستعملت الكلمة بمعنى (رأى نفسه غنيا عن مساعدة الغير فتمنع وتكبر) كما في آيات سورة عبس هذه : (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى) (٧). وأصل معنى كلمة (غني) غير المحتاج سواء أكانت الحاجة مالا أو غيره. وقد وصف الله جلّ جلاله نفسه بها في آيات كثيرة.
(٤) التقوى : الاتقاء من عذاب الله بصالح العمل.
(٥) تولّى : ذهب دون أن يصغي للدعوة ويهتم لها.
(٦) السفع : الأخذ أو الجذب بقوة ، واللطم بشدة.
(٧) الناصية : مقدم الوجه أو شعر الجبهة.
(٨) ناديه : النادي : مجلس القوم ، والمقصود أهل المجلس.
(٩) الزبانية : الموكلون بالعذاب.
(١٠) اسجد : أمر بالسجود لله. والسجود هو وضع الجبهة على الأرض في معرض عبادة الله وتعظيمه والخضوع له.
(١١) اقترب : تقرب إلى الله بالسجود.