بعض أحاديث واردة في واجب حمد الله تعالى
في مناسبة جملة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)
ومع أن جملة (الْحَمْدُ لِلَّهِ) هي تقرير رباني مباشر بما الله تعالى أهل له وحده من الحمد فقد أورد المفسرون في سياق الجملة أحاديث عديدة فيما يجب على المسلم من حمد الله تعالى. منها حديث رواه الإمام أحمد عن الأسود بن سريع قال : «قلت يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى؟ فقال : أما أن ربّك يحب الحمد». وحديث رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن جابر بن عبد الله قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله». وحديث رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلّا كان الذي أعطي أفضل مما أخذ» والأحاديث لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة. ولكن هذا لا يمنع صحتها ، والتعليم والتنويه اللذان ينطويان فيها حقّ واجب على كل مسلم في كل ظرف ومناسبة.
التأمين بعد الآية الأخيرة من السورة
ولقد جرى المسلمون جيلا بعد جيل على أن يقولوا (آمين) بعد سماع الآية الأخيرة من السورة وتلاوتها وليست هذه الكلمة من السورة. وإنما كان ذلك سنّة نبوية قولية وفعلية. حيث روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن وائل بن حجر قال : «سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم قرأ : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) فقال آمين مدّ بها صوته». وحيث روى أبو داود عن أبي هريرة قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا تلا (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) قال آمين حتى يسمع من يليه من الصفّ الأول» (١). وحيث روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا أمّن الإمام فأمّنوا فإنّه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر الله ما تقدّم من ذنبه» (٢).
__________________
(١) «التاج» ، ج ١ ، ص ١٦٤.
(٢) انظر المصدر نفسه.