سواه عمل صالح ، والإحسان والبرّ بالمحتاجين والرحمة بالضعفاء عمل صالح ، والجهاد في سبيل الله ومكافحة الظلم والظالمين وتضحية النفس والمال في هذا السبيل عمل صالح ، والتزام الحق والعدل والإنصاف والصدق والأمانة عمل صالح ، والتعاون على البرّ والتقوى والأعمال العامة عمل صالح ، والكسب الحلال وقيام المرء بواجباته نحو أسرته وأولاده وأقاربه عمل صالح ، ومعاملة الناس بالحسنى عمل صالح إلخ ... وهكذا يكون تلقين السورة وما انطوى فيها من هدف الدعوة هو التبشير بكل عمل فيه خير وبرّ ورحمة ومكرمة وفضيلة وإخلاص لله ، وبكلمة ثانية بكل ما فيه جماع الخير وسعادة الدارين. وأعظم بهما من تلقين وهدف جليلين خالدين ، ومن هنا تبدو قوة القول المأثور عن الشافعي رحمهالله.
تعليق على التواصي بالحق
والتواصي بالصبر
وتعبير «التواصي» قوي لأنه للمشاركة. فلا يكفي أن يلتزم الإنسان الحق والصبر بنفسه ، بل يجب أن يتضامن الناس فيهما ويوصي بعضهم بعضا بهما.
والتواصي بالحق يستهدف تضامن أفراد المجتمع في الحق وإحقاقه ، بحيث يكون الحق هو القائم الحاكم المؤيد من مجموعهم. والتواصي بالصبر يستهدف تضامن أفراد المجتمع في شد بعضهم أزر بعض في الأحداث الملمة والمصاعب المدلهمة وفي مواقف الحق والخير ، دونما وهن ولا ضعف ولا جزع ولا تراخ.
وإذا لوحظ أن تعبير الحق عام يشمل كل شيء من حقوق الله على عباده وحقوق المجتمع على أفراده ، وحقوق المجتمعات على بعضها ، وحقوق الأفراد على بعضهم ومجتمعاتهم ، وحقوق الضعفاء والبؤساء والمحرومين على الأقوياء والقادرين والميسورين يبان مدى التلقين القرآني الجليل في التنويه بالتواصي بالحق وجعله لازما للذين آمنوا وعملوا الصالحات ، واختصاصه بالذكر من الصالحات مع أنه داخل في معناها الشامل ، وما استهدفه هذا التلقين من الارتفاع بالإنسان