بل أن نأخذه مع
تحصّله في الجملة على هذا الوجه ، بحيث يبقى له تحصّل منتظر ، يكون ذلك التحصّل
المنتظر بتلك المعاني والصور التي يمكن أن تؤخذ معه.
وبالجملة إنّا لو
أخذنا الجسم المأخوذ من حيث هو هو ، من غير اشتراط قيد وجوديّ أو عدميّ غير ما اخذ
معه أوّلا ، مع تجويز كونه مع قيد من القيود التي يمكن أن تؤخذ معه ، أو مع عدم
ذلك القيد ؛ ومع احتمال صدقه على المأخوذ مع القيد وعلى المأخوذ مع عدمه ؛ وأخذناه
غير متحصّل في نفسه التحصّل المطلوب الباقي المنتظر عند العقل ، وقابلا لأن يكون
مشتركا بين أشياء متخالفة المعاني ، بان يكون عين كلّ منها ؛ وإنّما يتحصّل بما
ينضاف إليه ذلك التحصّل المطلوب ، ويصير به أحد تلك الأشياء ، فعلى هذا الاعتبار
يكون الجسم المأخوذ بهذا الوجه جنسا ، أي طبيعة مبهمة ناقصة غير محدودة وغير كاملة
، يكون تحصّله المنتظر المطلوب حصوله وكذا تماميّته وكماله بذلك المعنى الآخر
المأخوذ معه ، كما هو شأن الجنس.
وكذا يكون هو
محمولا على كلّ مجتمع من مادّة وصورة ، واحدة كانت أو ألفا ، وفيها أو معها
الأقطار الثلاثة ، أي على كلّ مجتمع من الجسم المأخوذ أوّلا ومن صورة هي بعد تلك
الجسميّة كالنفس ، نباتيّة كانت أم حيوانيّة ، أو غير النّفس من الصور التي هي
الطبائع.
وكذا يكون هو
محمولا على تلك المجتمعات معه ، والمنضمّات إليه ؛ فإنّ مناط الحمل هو الاتّحاد في
الوجود وهو حاصل هنا ، إذ لا يكون الجسم المأخوذ على هذا الوجه موجودا بوجود مغاير
لوجود ذلك الأمر المجتمع معه المنضمّ إليه ، ولا لوجود المجموع ، بل يكون هو وما
يعتبر معه موجودا بوجود واحد.
أليس من المستبين
أنّه يصدق على كلّ جملة من تلك المجموعات ، أنّها جوهر ذو أقطار ثلاثة؟ وأنّها
موجودة لا في موضوع ، وإن صدق هنا معنى آخر أيضا؟ وكذلك يصدق على كلّ من تلك
الامور المجتمعة معه أنّه موجود لا في موضوع ، وأنّه جوهر ذو أقطار ثلاثة أعمّ من
أن تكون تلك الأقطار الثلاثة فيه أو معه ؛ فإنّ فرض الأقطار الثلاثة