والمطر والثلج وما أشبهها ، أم تامّة ، أي الّتي يكون من شأنها ذلك ، كالجمادات والمعدنيّات الأحجار والذائبات والكباريت والأملاح وما شابهها ؛ سواء كانت المركّبات التامّة مركّبة من بسائط العناصر ، ككثير منها ؛ أو مركّبة من المركّبات الناقصة كالمعدنيّات ، وسواء كان التركيب من بسائط العناصر تركيبا أوّليّا ، كما في الحبوب والبذور والفواكه ، أو ثانويّا كما في الدم المتكوّن من استحالة الغذاء ، أو فيما بعد ذلك كاللحم والعظم والشحم وما شابهها.
ثمّ إنّك حيث علمت ما ذكرنا ، ظهر لك أنّهم أثبتوا ذلك المبدأ الذي سمّوه بالصورة النوعيّة لكلّ نوع من أنواع الأجسام المشتركة في أصل الجسميّة من أجل اختلافها فيما ذكرناه من وجوه الاختلاف ، فظهر لك أنّه بذلك الطريق يحكم العقل بثبوت مبدأ في النبات والحيوان والإنسان أيضا ؛ حيث إنّ النبات مع اشتراكه مع غيره من الأجسام في الجسميّة ، مخالف لها في أمور أخر ، كالتغذية والتنمية والتوليد ، وكذلك الحيوان مع اشتراكه مع غير النبات في الجسميّة ، ومع النبات فيما يختصّ به ، مخالف لها في الاختصاص بالحسّ والحركة الإراديّة ؛ وكذلك الإنسان مع اشتراكه مع غير النبات والحيوان في الجسميّة ، ومع النبات ومعهما فيما يختصّ بهما ، مخالف للجميع فى الاختصاص بالإدراكات الكلّيّة ، والأعمال الفكريّة والأفعال الحاصلة بالرويّة ونحو ذلك ممّا يختصّ به ، فلذلك أثبتوا ذلك المبدأ لهذه الأنواع أيضا ، إلّا أنّهم سمّوه فيها نفسا لا صورة نوعيّة. فحريّ بنا أن ننظر في أنّ تسميته بالنفس على أيّ وجه؟ وأنّ تحديده ما ذا؟ وفي أنّه هل يصحّ تسميته بالصورة أيضا فيها؟ وأنّه هل يصحّ تسميته باسم آخر كالقوّة والكمال أو نحو ذلك؟ وحيث كان تحقيق ذلك مذكورا في كلام الشيخ في الشفاء ، فلنذكر ما أفاده فيه ، ثمّ نتبعه بتوضيحه حتّى يتلخّص لك ما رمنا بيانه.
نقل كلام وتحقيق مرام
فنقول : قال الشيخ في طبيعيّات الشفاء ، في فصل «في إثبات النفس وتحديدها من