والعقوبة انما يكون من تبعة بعده عن سيده بتجريه الخ.
أى يقال ان استحقاق العقاب انما يكون توسط بعد عن المولى والمراد من بعد هو البعد المعنوى وهو عبارة اخرى عن العقاب والظاهر ان العقاب من لازم البعد والبعد بالطغيان والطغيان بالشقاوة وهى ذاتية فظهر أن الشقاوة وسوء سريرة موجبة للبعد اذا حصل البعد المعنوى فهو عين العقاب.
ويذكر هنا الجملة المعترضة لتوضيح البعد المعنوى وهى ان الانسان انواع مختلفة وان قيل فى المنطق ان الانسان نوع واحد لكن فى الحقيقة الانسان انواع مختلفة فكان بعض افراد الانسان بصورة الكلب وبعض آخر بصورة ذئب وبعض بصورة الاسد هكذا وهذه الصور المختلفة كانت من حيث الباطن.
ويدل الرواية على اختلاف صور الانسان من حيث الباطن أى روى انه سئل عن رسول الله صلىاللهعليهوآله عن كثرة الجمعية فى ايام الحج وكان السؤال من باب التعجب فى كثرة الجمعية فرفع صلىاللهعليهوآله يده وقال انظروا الى يدى فنظر السائل اليها ورأى اشخاصا قليلة مع الآبال وان اكثرهم لم يكن بصورة الانسان فثبت ان الانسان من حيث الباطن لم يكن نوعا واحدا وليس الناطق فصل الاخير للانسان بل الشقى والسعيد ايضا فصل للانسان والظاهر ان الناطق ذاتى للانسان فكذا الشقى والسعيد ذاتى له.
ان قلت من جعل الشقاوة قلت هى ذاتى والذاتى لا يعلل ولا يسأل عنه.
وبالجملة ثبت تفاوت افراد الانسان فى القرب منه جل شأنه