يطلبون منه عسكراً ليسلّموا إليه مصر ، فأرسل مولاه جوهراً القائد في مائة ألف فارس فملكها ... وقطع خطبة بني العبّاس ولبس السواد وألبس الخطباء البياض ، وأمر أن يقال في الخطبة : «اللّهم صلّ على محمّد المصطفى ، وعلى عليّ المرتضى ، وعلى فاطمة البتول ، وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول ، وصلّ على الأئمة آباء أمير المؤمنين المعزّ بالله» (١).
وفي (سير أعلام النبلاء) (٢) و (نهاية الأرب) (٣) والنصّ للأوّل : ... وضربت السكّة على الدينار بمصر وهي : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليٌّ خير الوصيين ، والوجه الآخر اسم المعز والتاريخ ، واعلن بـ «حيّ على خير العمل» ، ونودي : «من مات عن بنت وأخ وأخت فالمال كلّه للبنت» ، فهذا رأي هؤلاء.
قال الذهبي : ظهر في هذا الوقت الرفض وأبدى صفحته وشمخ بأنفه في مصر والحجاز والشام والمغرب بالدولة العبيديّة ، وبالعراق والجزيرة والعجم ببني بويه ، وكان الخليفة المطيع ضعيف الدست والرتبة مع بني بويه ، وأعلن الأذان بالشام ومصر بـ «حيّ على خير العمل».
وفي (البداية والنهاية) لابن كثير ... دخل أبو الحسين جوهر القائد الرومي في جيش كثيف من جهة المعزّ الفاطمي إلى ديار مصر يوم الثلاثاء لثلاث عشر بقيت من شعبان ، فلمّا كان يوم الجمعة خطبوا للمعزّ الفاطمي على منابر الديار المصريّة وسائر أعمالها ، وأمر جوهر المؤذنين بالجوامع أن يؤذنوا بـ «حيّ على خير العمل» وان يجهر الأئمّة بالتسليمة الأولى (٤).
__________________
(١) تاريخ الخلفاء : ٤٠٢.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٥ : ١٦٠ وتاريخ الإسلام.
(٣) نهاية الارب في فنون الادب / الفن ٥ / القسم ٥ / الباب ١٢ اخبار الملوك العبيديون.
(٤) البداية والنهاية ١١ : ٢٨٤.