ولا متشهّد ولا صاحب صلاة إلّا يقول : «أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله» ، وهذا قول الجمهور.
والثاني : رفعنا لك ذكرك بالنبوّة ؛ قاله يحيى بن سلام.
والثالث : رفعنا لك ذكرك في الآخرة كما رفعناه في الدنيا ؛ حكاه الماوردي.
والرابع : رفعنا لك ذكرك عند الملائكة في السماء.
والخامس : بأخذ الميثاق لك على الأنبياء وإلزامهم الإيمان بك والإقرار بفضلك ؛ حكاهما الثعلبي (١).
أهل البيت ورفع ذكر رسول الله
ومن هذا المنطلق كان أئمّة أهل البيت : يشيدون بهذه المفخرة ، ويجعلونها أكبر إرغام لأعداء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأعدائهم ، الذين أرادوا تحريف هذا الرفع للذكر وحطّه إلى مرتبة الأحلام والاقتراحات ، وأرادوا أن يطفئوا نور الله فأبى الله إلّا أنّ يتمّ نوره.
يُريدُ الجاحدونَ لِيطفؤوُه |
|
ويأبى الله إلّا أن يُتمَّهْ |
ففي الندبة الرائعة ـ التي وجّهها إمام البلاغة عليّ بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة الزهراء إلى ابن عمّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيث أرسل دموعه على خدّيه وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال فيما قال :
سلامٌ عليك يا رسول الله سلام مودّع لا سَئم ولا قال ، فإنْ أنصرف فلا عن مَلالة ، وإن أقِم فلا عن سوء ظنٍّ بما وَعَد الله الصابر ين ، والصبرُ أيمنُ وأجمل ، ولولا غلبةُ المستولين علينا لَجعلتُ المقام عند قبرك لِزاماً ، واللَّبثَ عنده معكوفاً ، ولاَعولتُ إعوالَ الثكلى على
__________________
(١) زاد المسير لابن الجوزي ٨ : ٢٧٢.